صالح العبدالرحمن التويجري

القوة للرأي الواحد

السبت - 15 أبريل 2017

Sat - 15 Apr 2017

هناك شيء اسمه الحوار، ومن أجل تحقيق هذه الرؤية تم تأسيس مركز الملك عبدالعزيز في 5 من جمادى الآخرة 1424، للحوار، وهو مؤسسة وطنية مستقلة تسعى إلى تعزيز قنوات الاتصال والحوار بين المواطنين والعناصر والمؤسسات المختلفة من المجتمع السعودي.

وقد أعرب الملك عبدالله، رحمه الله، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المركز عن أمله في أن تصبح تلك المؤسسة قناة للحوار المسؤول، وستكون فعالة في نشر القيم النبيلة الواردة في فضائل العدالة والمساواة والتسامح.

وكان اللقاء الوطني الأول (عن الوحدة الوطنية والعلاقات والمواثيق الدولية) – بالرياض 18/‏5/‏1424-15، وآخر لقاء هو اللقاء الوطني العاشر (كان عن التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية) بتبوك، 2015. فمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مؤسسة وطنية تعنى برفع مستوى المواطنين جميعا إلى مرتبة الحوار الصريح في كل موضوعات وقضايا الوطن، لأنه سبيل لتعزيز الوحدة الوطنية ولا خيار لنا نحن كسعوديين إلا الحوار مع بعضنا والتفاهم من أجل إدارة اختلافاتنا بشكل سليم وحضاري.

والخروج برأي إن لم يرض الجميع فعلى الأقل يرضي الأغلبية من المتحاورين، ومن الخطأ في الحوار طيشان الرأي الواحد، أو الأخذ برأي أوحد في قضية ما دون الولوج في بحور الحوار، كتمسك معالي وزير التعليم وإصراره على رأيه باعتماد إجراء الامتحانات في شهر رمضان هذا العام 1438، على الرغم من تعالي الأصوات المنادية بضرورة تقديمها عن هذا الشهر المبارك، سواء من أصحاب الحق الطلاب أو من مدرسيهم أو من قبل أولياء أمورهم، لوجود أسباب مقنعة بضرورة تأدية الاختبارات قبل الشهر الكريم، والتي منها اعتياد الطلاب على السهر في هذا الشهر لأمور عدة، ولضعف التحصيل حال الاستعداد لتأدية الاختبارات، والخوف من سوء النتائج النهائية للاختبارات.

وأخيرا أقول كان من واجب معاليه الاستماع إلى الأصوات الأخرى وعدم فرض رأيه على أكثر من خمسة ملايين طالب، وها هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أخذ برأي سلمان الفارسي بحفر الخندق حول المدينة، وأخذ برأي أم سلمة في صلح الحديبية وأخيرا ها هي بريطانيا تقرر تعديل مواعيد الامتحانات الرسمية، وذلك بالنسبة للطلاب المسلمين لتزامنها مع شهر رمضان المبارك، وحينها قالت رئيسة نقابة المعلمين (ماري) نريد أن يكون الطلاب قادرين على إعطاء أفضل النتائج في الامتحانات، أليست بلادنا أولى من تلك البلاد بالرأفة بالأبناء وتعظيما لشهر رمضان.

وأخيرا هل يدور بمخيلة معاليه التراجع والتنازل عن الرأي الواحد، والأخذ برأي الأغلبية - وهو الأصوب - خاصة آراء أصحاب الشأن (الطلاب).. أتمنى ذلك.

الأكثر قراءة