الرضا الوظيفي

الجمعة - 14 أبريل 2017

Fri - 14 Apr 2017

وأنا أستمع للبروفيسور الدكتور مصطفى عبدالقادر زيادة وهو يتحدث عن «الرضا» النسبي عند الناس، ويبحر في هذا الفن بقدراته الثقافية العالية، لحظتها تذكرت الرضا النسبي بين الرئيس والمرؤوسين، والوزير والغفير، والمسؤول ومساحة نفوذه على عباد الله.

تحدث الدكتور مصطفى عن معنى ومفهوم «الرضا» والعوامل المؤثرة في تحقيق الرضا، وقياس «الرضا» وأشار إلى بعض زعماء الفكر الغربي ومن ضمنهم صامويل هنتنجتون صاحب كتاب صدام الحضارات – وفوكو صاحب كتاب نهاية التاريخ، وتوقفت عند عبارته المؤثرة جدا «لو اجتمع للمسلمين العلم والتقنية مع الإسلام لسادوا العالم».

لم يذهب البروفيسور مصطفى بعيدا وهو يربط «الرضا» بهرم ماسلو ومستوياته الخمسة، فهل قرأ المسؤول وحسب منصبه وصلاحياته هذه المحاور؟ وهل فهم قواعد ماسلو الخمس؟، وهل فكر بالأمانة التي يحملها؟ وهل ربط منصبه بالواقع الذي يعيشه الناس؟

يقول الدكتور مصطفى زيادة لكي يتحقق الرضا لا بد من تلبية الاحتياجات، ونشر العدالة في محيط المسؤولية التي يحملها ويتمتع بها المسؤول، أما المرؤوس الذي يعتبر الحلقة الأضعف في تعاملاتنا الإنسانية والأخلاقية اليومية ففكره ورضاه يقترنان بتحقيق «العدالة» ولا شيء سواها.

الرضا الوظيفي مرتبط بـ»العدل» ففيه محاور راحة الضمير، ومناخ التطوير المهني، وفيه ومنه تستمد القناعة تميزها وتألقها وعطاءها، وبدون «العدالة» تتوقف ساعة العمل على بوابة الجدليات التي توغر الصدور وتضر بمنجز العمل اليومي بل وتعطل المصالح وتؤخر المنافع.

قبل أن يفكر المسؤول في البحث عن رضا الموظفين، والطلاب، والمراجعين، عليه أن يهرب من حصار الظلم، فهو محور مفصلي في ناموس الحياة، وهو الداء الذي ينخر في جسد العلاقات الإنسانية، وهو المدمر فعلا للثقة المتبادلة «احذر أن يشكوك أحد إلى الله».