شاهر النهاري

لماذا تستعصي إيران على التفجيرات الإرهابية

الخميس - 13 أبريل 2017

Thu - 13 Apr 2017

أنا لا أتمنى لأي من شعوب الأرض التعرض لشناعة الإرهاب، كما حصل في دول خليجية وعربية وإسلامية، وأجنبية، عانت من دموية وعهر التفجيرات، وبصرف النظر عن نوازع الإرهاب ومبرراته.



ولكني أستغرب وأناقش أحجية بعد إيران طوال السنوات الماضية عن التفجيرات الإرهابية.



فهل دولة الملالي:



1. أكثر أمنا وحرصا ومعرفة مخابراتية عن بقية دول العالم، بحيث تضبط ملايين البشر، على مساحاتها الجغرافية المترامية، وحدودها الوعرة!

2. هل إيران منطقة مساواة وعدالة خالصة متوحدة بكامل أجزائها وشعبها، ولا يوجد فيها مضطهدون، ولا أقليات دينية وعرقية، ولا معارضون سياسيون!

3. هل إنها فعلا ترعى الإرهاب وأهله، بحيث لا يعود الإرهابي يجد أي غل على حكوماتها المتعاقبة.

4. هل حكوماتها محمية من دولة أجنبية تتعاون معهم في ضبط الأمن؛ وما هي هذه الدولة باعتبار أن جميع دول العالم المتقدم تعاني بقوة، من الإرهاب.

5. هل دستور دولة إيران نقي مسالم بنهج ديني وحقوقي وقضائي وسياسي قويم يقبل كل الأضداد، ويساوي بينها، بانفتاح على مختلف الثقافات والحلول!

6. هل كانت دولة إيران من حالها في بالها، فلم تشارك في تصدير الثورة، ولم تساند أنظمة جائرة على قمع شعوبها، ولم تدعم التنظيمات الإرهابية علنا، مثل حزب الله اللبناني، والميليشيات الطائفية في العراق وفي سوريا.

7. ألم تحرض حكومة إيران المواطنين السعوديين والبحرينيين والكويتيين على التمرد على حكوماتهم، وتمزيق ثياب وطنيتهم.

8. ألم تضرب دولة اليمن في مقتل بتدريب وتمويل وتشجيع عملائها الحوثيين على زرع الفوضى فيها!

9. ألا تمتلك دولة إيران مناطق استراتيجية حساسة مغرية للإرهاب وأهله، مثل مفاعلها الذري، ومناطق تخزين صواريخها الباليستية، وتجمعات قواتها الأمنية والحربية المعربدة في الخليج وفي بحر العرب!

10. ألا تحتل حرمة بعض الجزر العربية في الخليج.



أعتقد بأن الكثير منا قد ضحك لمجرد استعراض تلك التصورات الباهتة المغايرة، والتي يدرك القاصي والداني حقيقتها، وأن العقل والمنطق والواقع يستصعب التفكير بأن يكون الأمر مجرد صدف متراكبة، جعلت الإرهاب يصرف النظر عن إيران بكل بساطة.



ثم ما مدى رضى الشعب الإيراني عن حكوماته المتعاقبة منذ عهد الخميني، والذي بدأها بتصفية عشرين ألفا من المعارضين له، واستمرت سنته الظالمة، فدخل الآلاف من أفراد الشعب بعدها المعتقلات، وعذبوا، والمحظوظ منهم من هرب بجلده إلى أرض لجوء سياسي، وكم من جثمان تعلق على روافع الموت.



إيران كان لها تاريخ مؤصل مع منظمة القاعدة عندما كانت فاعلة في إرهابها، وتؤدي لها جميع أغراضها.



كما أن داعش قد حرصت على ألا تمس أمن إيران، مما يزيد الحيرة والشك، خصوصا وأن تاريخ إيران معروف باستخدام المنظمات الموجهة بالإرهاب، ثم تصفية قياداتها قبل أن ينقلب السحر على الساحر.



تناقض مربك، فحقوق الإنسان متردية هناك، ومنظمات حقوق الإنسان تعجز عن حصر وتتبع سوء ما يحدث.



كما أن أعمال حضانة الإرهاب، ونشره برعاية إيرانية مستمران؛ مما يجعلنا نعيد السؤال، لماذا لا نرى تفجيرات في إيران، حتى ولو كانت من فرد مختل عقليا لم تعجبه نهاية جثة قريب له معلق برافعة أمريكية، روسية المحرك، صهيونية التجميع.



[email protected]