النخلة العوجاء من (القمعية) إلى التعليم!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الخميس - 13 أبريل 2017

Thu - 13 Apr 2017

أما في الليلة الثانية من ليالي المسرح السعودي فقد تحدث في ندوة محورها: (من تجارب المخرجين العرب في المسرح السعودي)، المقام العراقي الأجمل (سمعان العاني)، وفنار (إسكندرية) المصراوي (صبحي يوسف)، الذي سعدنا بانضمامه إلى جامعة (جدة)؛ بعد أن فرطت فيه (قمعية التقشف) الأسوأ في تاريخ الفن والثقافة السعودية!



أما (سمعان العاني) فيتميز عن كل المخرجين العرب الذين أشرفوا على تأسيس المسرح السعودي منذ منتصف السبعينات الميلادية ـ كالمصراوي (محمد رشدي سلام)، والسوداني (عثمان قمر الأنبياء) ـ بأنه شهد جميع المراحل إلى اليوم!



وقد قسمها إلى (4) عشرات هي:



ـ المرحلة الذهبية من 1978-1988م.

ـ المرحلة (الفالصو): 1988-1998م .

ـ مرحلة البيات (الصحوي): 1998-2008م.

ـ مرحلة (الصحوان البياتي)، من (2008م) إلى اليوم.



والعجب العجاب والغريب الغراب أن الإدارة (البيروقراطية) التي قادت المرحلة الذهبية هي نفسها الإدارة التي حولتها إلى (فالصو)! كيييف؟



حينما رأت إدارة (جمعية الثقافة والفنون) كيف اختطف المسرح التعليمي ـ وكان يمثل البنية التحتية المهنية للمسرح العام ـ قررت أن تتعشى بالفن والمسرح قبل أن يتغدى بهما التيار الصحوي المتشدد؛ فالزميل (جحا) أولى بلحم ثوره! و«بيدي لا بيد عمرو»! فاقتصرت (القمعية) على (سلق) عمل واحد في السنة؛ لتشارك به باسم (الوطن) في المحافل الدولية! وببركة دعوات الوالدين، كانت كل مشاركة خارجية (للقمعية) تفوز بالجوائز الأولى التي لا نراها ولا نسمع عنها إلا في عناوين صحفنا المحلية!



فهل يجرؤ مدير وأعضاء تلك الإدارة على النظر في المرآة اليوم؛ بعد أن سجل التاريخ ـ الذي لا يظلم ولا يرحم ـ أنهم حققوا للتيار المتشدد أكثر مما كان يخطط له؟؟

لقد كان إلغاء المسرح من لغاليغه هو كل ما يطمح إليه (بنو صحيون)! أما (قمعية الثقافة والفنون) فلم تكتفِ باغتيال المسرح ـ والتعبير لعرّاب المسرح السعودي (فهد ردة الحارثي) ـ بل ولم تتورع عن التمثيل بجثته!



وأسوأ من ذلك أنها كرست منهج (النخلة العوجاء) في دعم المسرح خارجيًا، و(دعسه) داخليًا!



وهو ما تفعله وزارة التعليم اليوم؛ حيث حقق أبناؤنا ـ وبميزانية (الريالين) فقط ـ عدة جوائز خليجية وعربية!!



أما (عالميًا) فقد صرفت الوزارة ملايين (اليوروات) لإنتاج عمل مسرحي ملحمي بعنوان: (الخيَّال الأخير)، وحضر الوزير آنذاك العرض الأول في (أسبانيا)، في يناير 2013م، وااا... بس خلاص!!