أحمد صالح حلبي

جددوا المؤسسات الخدمية بالشباب

الخميس - 13 أبريل 2017

Thu - 13 Apr 2017

يعتقد البعض أن وجودهم داخل بعض المؤسسات والجمعيات والهيئات والأندية، سواء كان بالانتخاب أو التعيين المسبوق بشفاعة لدى معالي الوزير يمثل حقا يمتلكونه ولا يجوز لغيرهم الوصول لرئاسة أو عضوية مجلس الإدارة حتى وإن كان ممن تنطبق عليه شروط الترشح.



ويزداد الاعتقاد بالملكية الخاصة للمنشأة حينما يمضي البعض عقودا داخل مجلس الإدارة بموقع سبق وأن تقلده والده أو أحد أقاربه، والمؤسف أننا نرى البعض من أقارب رئيس أو عضو مجلس الإدارة يسرحون ويمرحون داخل المنشأة ويتصرفون بها كما لو كانت فعلا ملكا لهذه الأسرة.



وتزداد الغرابة حينما نجد العمالة الأجنبية العاملة لدى الرئيس أو النائب أو عضو مجلس الإدارة قد نصبوا أنفسهم كرؤساء ومديرين داخل المنشأة، ولا غرابة أن نجد من بينهم من يدعي أنه إعلامي بارز ويعين داخل إحدى المؤسسات لأن كفيله الذي يعمل لديه عضو مجلس إدارة.



ومثل هذه الاعتقادات الخاطئة قضت على الكوادر الشابة المؤهلة وأوقفت ضخ الدماء الشابة النشطة داخل مجالس إدارات المؤسسات والهيئات والجمعيات والأندية الأدبية وجعلتها «مكانك سر».



وان كانت وزارتا العمل والتنمية الاجتماعية والتجارة والاستثمار قد بدأتا أولى خطوات التنشيط الشبابي بالجمعيات والمؤسسات الخيرية والغرف التجارية الصناعية عقب صدور قرارات وزارية تتضمن تعديل بعض مواد اللائحة التنفيذية لانتخابات أعضاء مجالس الإدارات، وأبرزها على عدم أحقية الفرد للترشح لعضوية مجلس الإدارة لأكثر من دورتين، فواجهة هذه الخطوة انتقادات من المنتفعين، لكنها في المقابل أفسحت المجال أمام الشباب لتقديم أفكار ورؤى مستقبلية طموحه وقضت على كثير من السلبيات. ويبقى أملنا في مشاهدة خطوات مماثلة تقوم بها وزارة الثقافة والإعلام تتضمن تعديل لائحة انتخابات الأندية الأدبية تعديلا جوهريا لا روتينيا، وتسعى لإبعاد من أمضوا أكثر من دورتين داخل أروقة الأندية، لأن في وجودهم اعتقاد يوحى لأقاربهم أن النادي ملك للأسرة والأقارب والأصدقاء، وهذا ما جعلنا نراهم يتحدثون بلغة التملك له. وما تعانيه الأندية الأدبية من تولي مجموعة لمجلس الإدارة عقودا تعانيه أيضا مؤسسات الطوافة منذ زمن، فلائحة انتخابات أعضاء مجالس الإدارات التي شهدت عدة تعديلات منذ صدورها في عهد معالي السيد إياد بن أمين مدني باتت اليوم بحاجة إلى تعديل جذري لكثير من موادها، وليس من العدل أن يمضي رئيس أو عضو مجلس الإدارة عقودا داخل أروقة المؤسسة، لنجد أفراد أسرته يتحدثون بلغة توحي للآخرين أن هذه المؤسسة ملكا لأسرتهم ولا يكتفون باستغلالهم للمنشأة ومرافقها لمصالحهم الخاصة، بل نراهم يسعون لاستغلال موظفي المنشأة لخدماتهم الخاصة ويتعاملون معهم بلغة مليئة بالكبرياء والغرور، مرددين كلمات تؤكد غطرستهم، متناسين أن دوام الحال من المحال.



وقبل أن يتحدث هذا أو ينطق ذاك بمقولة «العهد الذهبي» و«العصر الألماسي»، فعليهم أن يعوا بأنها قد غدت مجرد كلمات، ولو أن هناك عهدا ذهبيا لهذه المنشأة أو تلك، لرأينا المساواة في التعامل مع الجميع وغابت سيطرة الأسرة وتفضيل مجموعة على أخرى، لكن نقول إن المركز الخامس أو السادس قد يريح الأعصاب قليلا.