كلنا اليوم (وسطي بلا وسطية)!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الأربعاء - 12 أبريل 2017

Wed - 12 Apr 2017

نعتذر في البدء عمَّا اقترفناه في مقالة أمس؛ من خطأ فادح لا يقع فيه حتى (مدير تعليم جدة)، ولا يستطيع (ترقيعه) حتى قائد المدرسة المتميزة بـ(الانظباط)؛ إذ وصفنا منصب مسؤول النشاط الطلابي بأنه (وكيل وزارة)، والصواب أنه (مدير عام)، و(يِخُبْ) على مجال لا يمثل (أولوية) لدى الوزارة «المشغولة دائمًا وأبدًا بما هو أهم»، في طريقها لتحقيق خطتها الاستراتيجية التي ستستغرق (500) عام!!



ونرجو من سعادته قبول اعتذارنا؛ فإن المناصب تشابهت علينا لكثرة ما تغير الوزارة مسمياتها؛ حتى أطلقنا عليها منذ موووبطي: (وزارة تغيير المسميات)؛ ضمن عشرات المسميات التي أطلقناها عليها، و«كثرة الأسماء دليل على شرف المسمى»!



ثم أما بعد:



فقد كان من أبرز شهود ليالي المسرح السعودي: (سعد الدوسري) كابتن الأقلام الوطنية الحرة النادرة ما غيره،، وابن كابتن المعجبات الجميلات بالأخخخخخ/‏ أنا العظيمة (موضي السند)، متعها الله بالصحة والعافية.



وفي نهاية ندوة (المسرح المدرسي بين الحضور والغياب) نقل (أبو هتان) الحوار (باتجاه الأبيض) مبديًا تفاؤله بمعالي وزير التعليم الدكتور (أحمد العيسى) شخصيًا؛ مذكرًا بتجربته المسرحية الشهيرة (وسطي بلا وسطية) حين كان عميدًا لكلية (اليمامة) الخاصة التي أصبحت جامعة؛ وهي من تأليف معاليه، وإخراج المسرحي الأنيق مسيو (روجيه غازي العتيبي)، وبطولة النجم المحبوب (حبيب الحبيب)، وقد انتهت قبل أن يبدأ عرضها الثاني باقتحام بعض المحتسبين الأشاوس للمسرح وتحطيمهم بعض الديكورات والمؤثرات الصوتية؛ فيما أثبت (حبيب الحبيب) موهبته الخارقة في الجري!!



وكانت المسرحية ضربة قاتلة بين عين التشدد (اليُسنى)، وعين الإرهاب (اليُمرى) لو أنها استأنفت عروضها من اليوم التالي، واستمرت في تمثيل الكلية في المهرجانات الداخلية والخارجية!



وكان فريق العمل سيكتسب صفة (الأبطال) أينما حل! وكنا اليوم بعد (10) سنوات نجني ثمرات نجاح تلك الليلة!



لكن كاتب النص/‏ عميد الكلية آنذاك تردد، وآثر السلامة الشخصية، وقرر الرضوخ لشهوة المتطرفين بإيقاف العرض! ثم بإلغاء الحضور النسائي المنفصل تمامًا عن الرجال؛ إمعانًا في استرضاء التطرّف الذي لم يتوقف؛ بل انطلق من انتصاره المدوِّي في معركة (اليمامة) ليحارب المسرح والفن والموسيقى ـ غير هيَّابٍ ولا وجل ـ في كل مكان؛ من أعياد أمانة الرياض، إلى مهرجان الجنادرية، إلى معرض الكتاب!!



ويشهد التاريخ أن من يواجه (المنهج الخفي) في عقر داره؛ فسرعان ما يتحول من (وسطي بلا وسطية) إلى (شاهد ما شافشي حاجة)!!!