سلطان بن سلمان: بلغني خادم الحرمين السلام لأهل المجمعة الكرماء الأوفياء

خلال زيارته المواقع التراثية في المجمعة
خلال زيارته المواقع التراثية في المجمعة

الثلاثاء - 11 أبريل 2017

Tue - 11 Apr 2017

أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أن المباني والبلدات التراثية في مناطق المملكة هي التي خرجت أجيالا حافظت بقيمها وأصالتها على التئام شمل هذه الدولة والاعتزاز بدينها وتاريخها، وأن زيارة الشباب لهذه المواقع مطلب أساسي لمواصلة هذا النهج والتعرف على سير أهل هذه المباني أكثر من المباني نفسها، لافتا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكد مرات عدة أنه حريص على أن يقرأ المواطنون والشباب تاريخ بلادهم ويرتبطوا بهذا التاريخ من خلال زيارتهم للمواقع التاريخية والتراثية والمحافظة عليها، وكان من دلالات حرصه واهتمامه بالتراث إقراره لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة ورعايته ودعمه له.



وقال في ختام زيارته أمس الاثنين لمحافظة المجمعة: في زيارة سابقة لي للمجمعة قبل سنوات رأيت جملة مكتوبة على أحد الجدران الطينية في البلدة التراثية وهي عبارة "لا يطيح"، كتبها أحد أبناء المجمعة المخلصين المحبين لتراثهم، وهو الأخ خالد المزيني الذي يعد نموذجا مشرفا من النماذج الكثيرة في المجمعة، فأعجبت كثيرا بهذه العبارة واعتمدناها مسمى لبرنامج في الهيئة للمحافظة على المباني التراثية. وصورة الجدار هي شعار البرنامج، ولا بد أن يدرك الشباب والمواطنون أن البلدة التاريخية ثروة لهم ولن تحميها البلدية ولا هيئة السياحة ولا أي حارس ما لم يحمها أهل البلدة أنفسهم.



وأضاف "لذا فإن رسالتي لأهل المجمعة أن يكثروا من زيارة بلدتهم التاريخية والتعرف على سيرة أهل المباني وكيف تعاونوا مع بعضهم وكيف التأم شملهم. وبلادنا اليوم التأم شملها، لأننا خرجنا من بيئة أصيلة صحيحة، وعبر تاريخ هذه البلاد خرج الناس من بنية وبيئة متآلفة، والتآلف لا يكون عبر برنامج تلفزيوني أو محاضرة، بل أن تزور هذه المواقع وتسمع قصص أهلها وكيف بنوا وطنا قويا ومستقرا".



وأكد أهمية مشروع المنطقة التاريخية بالمجمعة الذي سيسهم في زيادة الجذب السياحي للمحافظة، إضافة إلى الاستفادة الاقتصادية والثقافية التي يحققها المشروع لأهالي المدينة.



وقال "جئت لزيارة المجمعة بدعوة كريمة من أخي عبدالرحمن محافظ المجمعة، وكنت أمس في معية سيدي خادم الحرمين الشريفين، وعلم بمجيئي وبلغني السلام لأهل المجمعة الكرماء الأوفياء. وبالنسبة لزياراتي الخاصة للمجمعة كثيرة، وقد جئت قبل نحو 16 سنة في معية خادم الحرمين عندما كان أميرا للرياض، وكانت زيارة جميلة تذكرها الملك أمس، وقد تفقدنا عددا من المواقع في زيارتنا اليوم، وسعدنا بلقاء رئيس البلدية الجديد، واستمعنا من المسؤولين والمواطنين لعدد من الملاحظات والمطالب التي نهتم بدراستها وتحقيقها، وقد أعلنا اليوم عن البدء في تجهيز متحف المجمعة في قصر العسكر التاريخي، وأعلنا عن التعاون مع البلدية في استكمال المرحلة الرابعة من مشروع تأهيل المنطقة التاريخية".



وأشار إلى أن المجمعة مقبلة على مرحلة جديدة من التنمية السياحية والتطور، خاصة مع إقرار برنامج التمويل السياحي الذي يركز على المدن التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة، مؤكدا أهمية أن يكون للمجمعة خطة تنمية سياحية منظمة من حيث مرافق الإيواء السياحي والنزل، لتكون منطلقا للسياحة في المواقع بجوارها، وذلك من خلال مشاركة الأهالي في تنظيم الرحلات السياحية أو استثمار مزارعهم للنزل الريفية.



وأوضح أن عدم وجود التمويل في الفترة السابقة أعاق إنشاء المشاريع السياحية التي تنمي السياحة في المناطق وتوفر فرص العمل، حيث تتميز السياحة بتوفير فرص العمل للمواطنين بكافة فئاتهم ومؤهلاتهم، ولذا فهي تسهم في توطين واستقرار المواطنين في مناطقهم، وهذا ما لا يتوفر في نشاط آخر.

وكان الأمير سلطان بن سلمان قد وصل للمجمعة بالقطار، وبدأ الزيارة بالاطلاع على ركن منافذ بيع وتسويق منتجات الحرف والصناعات اليدوية في محطة قطار المجمعة، واستمع ومحافظ المجمعة إلى شرح من المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، عن منافذ بيع وتسويق منتجات الحرف والصناعات اليدوية التي وفرها البرنامج بالتعاون مع الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) في محطات القطار التابع للشركة، في كل من الرياض والمجمعة، والقصيم.



بعد ذلك توجه إلى بيت العسكر التاريخي، وافتتح القصر بعد انتهاء الهيئة من أعمال ترميمه، وذلك بعد أن تبرعت أسرة العسكر بالقصر للهيئة بشكل دائم.

ويعد قصر العسكر التاريخي بمدينة المجمعة من القصور التاريخية المهمة في المنطقة، ويقارب عمره 200 عام، ويحمل السمات النجدية القديمة في العمارة، وهو أحد القصور المشهورة في المنطقة، وزاره الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، والملك سعود، رحمه الله، وعدد من الأمراء والرحالة الغربيين وكتبوا عنه.



ثم توجه إلى مركز المجمعة التاريخي، وتفقد أعمال المرحلة الثالثة لمشروع تطوير وتأهيل الموقع الذي تتعاون فيه بلدية المجمعة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وزار وقف الملك عبدالعزيز الذي تم الانتهاء من ترميمه ضمن مشروع تأهيل المنطقة التاريخية، وافتتح سوق الأسر المنتجة.