الراية المقلوبة!

الاثنين - 10 أبريل 2017

Mon - 10 Apr 2017

نشر وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة تغريدة تحمل إحصائية لنسبة النجاح في اختبار الهيئة الشامل للدراسات العليا لكليات طب الأسنان على مستوى جامعات المملكة، تبع التغريدة الكثير من الجدل والاستهجان تجاه الإحصائية التي ظهرت على أساس ركيك، أثارت الكثير من التساؤلات حول الحجر الذي اتكأ عليه الوزير في هذه الإحصائية، والذي يظهر بأنه حجر من طين، تفتيته لا يتطلب سوى قبضة يد!

حدث ذلك كون الإحصائية مبحرة في محيط المغالطات، بدءا من خلق وهمي لكليتين ليس لهما علاقة بطب الأسنان وهما كليتا المعرفة والفيصل، مرورا بتلفيق أعداد وهمية للمختبرين في أكثر من كلية، انتهاء بتهميش عدد من الكليات الأهلية دون سبب واضح!

طرح مثل هذه الإحصائيات العشوائية هو كالطلق العشوائي الذي يصيب الكثير من الأبرياء الذين لا ذنب لهم من عنفوان المطلق، وهذا التعبير لا يمكن أن يكون مجازيا فقط، بل قد يحاكي الواقع المرير الذي خلفته تلك الإحصائية المشؤومة، فالعديد من الكليات قد بذلت واجتهدت في تأسيس كيانها وطلابها وطالباتها على أكمل وجه علمي وعملي، رافق ذلك الكثير من ليال طوال سهرها الأطباء، تشربوا من أحبار الكتب والمراجع العلمية مع إصباح وإمساء لعلاج مئات المرضى، لينتهي المطاف بكل تلك الجهود النفيسة بإحصائية مغالطة تقلل من قيمتهم وتذيل مراتبهم لمؤخرة الصفوف، وتقدم غيرهم على أنهم هم المميزون ولا غيرهم، لتصبح الصورة النمطية حولهم بعد ذلك «داكنة»!

ليس الحرج على الوزير فيما غرد، فهو كما أسلفنا قد استند على - هيئة - دائما ما ترفع رايات «الدقة» أمام المتقدمين إليها من الممارسين، إلا أن رايتها هذه المرة يبدو أنها سقطت ورفعت مقلوبة، لتستبدل كسرة الدال بفتحة، فتصبح الدِقة بعد ذلك «دَقة»، فهي بذلك قد دقت رؤوس الأبرياء من الطبيبات والأطباء!

لعل هذه الهفوة التي لم يتم علاجها حتى الآن لا باعتذار ولا بتصحيح، لعلها تفتح مسارا جديدا لكثير من التصحيحات التي بإنجازها سيتحول الحجر الطيني إلى حجر صلب يمكن أن يتكأ عليه دون مخاوف!