محمد أحمد بابا

مراجع سوبرمان

الاحد - 09 أبريل 2017

Sun - 09 Apr 2017

بعض المراجعين - من غير مناسبة - يزعج الموظفين بحكايات بطولاته وصولاته وجولاته في العالم، وأن من أقاربه الوزير ووكيل الوزير واللواء والفريق والإمام والشيخ والتاجر، وأنه الآن قدم من لندن لأنه قبل أسبوع تعب في جنيف، وبسبب رحلته للصين لم يستطع حضور موعد في مونتريال، ويريد إنجاز معاملته بسرعة ليلتحق برحلته المتوجهة لباريس لعله يستجيب لما طلبه من الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك من شفاعته عنده أن يتحدث مع سفير موزمبيق في فرنسا لعله يخدمه في بيع القصر الذي يملكه في إندونيسيا بعد أن اشتراه من تاجر معروف في الكويت زميل خاص وعزيز على أحد نواب البرلمان اللبناني الذي قدم للعمرة بالأمس، ولم يستطع أخونا هذا (سوبرمان الخراط) أن يلتقي به قبل أن يرحل إلى أوكرانيا.



ثم يسترسل أخونا المراجع قائلا للموظف الذي أضحى في حالة من الغرق المعلوماتي: وعلى فكرة تعرف فلانا مدير عام الإجراءات في وزارة الممتلكات؟ الآن اتصل بي يعزمني لغداء على شرف قائمقام دار الحكمة ذاك الصديق القديم لكني لا أستطيع، فرئيس مجلس إدارة شركة العمر للأحلام الوقائية ينتظرني لقهوة عمل في برج الأمنيات.

والله إن إزعاج الموظف المنزعج أصلا جعلني أؤمن بأن بعض المراجعين عبقري في تعطيل مراجعين آخرين يسمعون هذا (الكذب) ولا حيلة لهم غير الدعاء (اللهم أسكته من غير بأس).



طالما أنك ملك زمانك ما الذي أتى بك بيننا في طابور المساكين؟



في حياة كل منا ربما حادثة مشابهة لنفوس تبحث عن حل عقدة تمسكت من المنشار من غير واسطة أو فبركة استعراض.



إذا كان كل مراجع سيستخدم من ذكائه العاطفي نسج قصص لاستجداء سمع الموظفين فأظننا سندعو وزارة الثقافة والإعلام للاستفادة من هذه المهارة في مجال ثقافي يصلح لأن يكون معرضا للمعاملات المتعطلة.



ولولا انشغالي في جلسة خاصة مع معالي رئيس ديوان مجلس خبراء ترقية الأمزجة لاسترسلت في حكايات ربما ستكبر عن التصديق.



ويبقى غياب (اللف والدوران) ولو بالألسنة وصناعة البهرجة مقرونا بانقراض الفساد ولو كان إنصاتا لسوبرمان أو جرندايزر.



[email protected]