أحمد الهلالي

مواطنون يدعمون الإرهاب!

الاحد - 09 أبريل 2017

Sun - 09 Apr 2017

استهداف المملكة حكومة وشعبا واضح باعتراف كبار المسؤولين السعوديين، والتقارير الإعلامية المتتالية تؤكد استهداف عصابات الإرهاب الظلامي لبلادنا، فالإرهابيون المنتمون إلى تنظيمات مسلحة يستهدفون أمننا على الدوام، والدول الإرهابية كإيران لا تتورع عن البحث عن كل وسيلة لزعزعة أمن المملكة حتى في ركن الإسلام الخامس (الحج)، والعصابات الظلامية المعادية تستهدف منظوماتنا الالكترونية، وعصابات تهريب وترويج المخدرات لا تتوانى عن محاولة اختراق المجتمع بآفات المخدرات، ناهيك عن عصابات التشدد التي تكيد لنا المكائد وتحاول اختراق منظوماتنا الفكرية أيضا.



هذا الاستهداف تتصدى له الدولة بكل ما أوتيت من قوة وحكمة، فتتحطم المكائد على صخرة قواتنا المسلحة والقوى الأمنية وتماسك جبهتنا الداخلية، والمتابع للأخبار الصحفية يجد تلازما بين قوى الإرهاب دولا ومنظمات وبين تهريب المخدرات، هذا التلازم يظهر جليا من خلال المنافذ التي يوفق الله رجال الجمارك والأمن فيها إلى كشف كميات بالملايين من المواد المخدرة، وبنظرة على الحالة الاقتصادية التي تعيشها المنظمات الإرهابية (إيران وحزب الله والحوثيون وداعش والقاعدة..) وغيرها من التنظيمات، سنعلم أن محدودية موارد هذه المنظمات الإرهابية المالية متدنية جدا بعد الحظر الدولي الساعي إلى تجفيف موارد الإرهاب، لذلك كانت تجارة المخدرات هي الملجأ الذي يؤمن لهم ما يحتاجون.



يحقق الإرهابيون من المخدرات هدفين، الأول: الكسب المالي، والثاني: ضرب (الشباب) الشريحة الاجتماعية الأهم في منطقة الخليج، فمعظم الإحصائيات تشير إلى أن المدمنين من شريحة الشباب هي الأكثر، فمن سن الطفولة 10 إلى سن 18 سنة، هم الأكثر وقوعا في شراك وفخاخ المروجين، بسبب الفضول، وضعف فاعلية التوعية التي تنشرها الجهات المختصة والمعنية بمثل هذه البرامج التوعوية.



فخورون اليوم بجهود رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والجمارك وحرس الحدود، وفخورون جدا بمبادرة (نبراس) اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التي تحاول جمع الجهود وتوجيهها إلى فاعلية أكثر، لكننا بحاجة إلى رفع درجات الوعي بأننا لسنا في حالة عادية، بل نحن في حالة استهداف (حربية) تسعى خلفها دول ومنظمات إرهابية لأهداف تدميرية واضحة، فالمخدرات تنتشر في كل مجتمعات العالم بشكل اعتيادي طبيعي، لكنها لا تشبه الحالة التي تواجهها بلادنا اليوم، لذا يجب أن يعي أبناؤنا وبناتنا، أنهم فوق تدمير صحتهم وعقولهم وأسرهم؛ يمولون الإرهاب ويسلحونه بنقودهم.



يجب أن تتضافر جهود المؤسسات الحكومية، والمؤسسات الأهلية، والمواطنين بكل فئاتهم إلى تبني برامج توعوية واسعة وشاملة ومكثفة، وإعلان حالة الطوارئ ضد التهريب، والمكافأة المالية والمعنوية لكل من يدلي بمعلومات أكيدة إلى الجهات المختصة توقع بالمهربين والمروجين، وترشد إلى المتعاطين لإدراجهم في برامج علاجية يساهم الجميع في صناعتها.



[email protected]