يوسف رداد

الخطر الذي يواجه العالم

السبت - 08 أبريل 2017

Sat - 08 Apr 2017

الاحتباس الحراري، تغيرات المناخ، ثقب طبقة الأوزون، الاستدامة، الطاقة النظيفة، هذه المصطلحات التي تبدو غريبة للكثيرين ومغيبة عن وعي المجتمع، هي في كثير من المجتمعات المتقدمة مصطلحات بدائية شائعة جدا فيها، فقد قامت المؤسسات في دولهم بدعم توعية المجتمع بها ليتشارك المسؤولية تجاهها، ليعي جيدا ما يدور حوله في هذا العالم الصغير. ويدرك فعلا حقيقة التهديد الأعظم حاليا تجاه النسل البشري.



وفي ديسمبر الماضي أعلن كبار قادة قطاع التكنولوجيا ورجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم استثمار مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة، مشاركة لمسؤولية ما يجري للعالم الذي نعيش فيه، يتصدرهم بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت، وجيف بيزون مؤسس أمازون وغيرهم من أثرى أثرياء العالم، وكان عليهم فعلا أن يصنعوا ذلك، لربما يكفر جنايتهم على عالمنا، فكل ما يجري كان نتيجة للثورة الصناعية التي لا تزال تسير بنظرة مادية طماعة متلهفة، ولم تلتفت للآثار التي أعقبتها على هذا الكوكب المسكين.

سعيد جدا لكون المملكة العربية السعودية تتشارك المسؤولية وتدعم مبادرات الطاقة النظيفة، وفخور أيضا بأنها تمثل بين 50 دولة حول العالم ضمن فريق دولي استشاري لتطبيقات الأبنية الخضراء LEED، وأنها أيضا تضع ضمن رؤيتها دعم الطاقة المتجددة وتطبيقها، وتسعى لتغيير طريقة إنتاج المياه والطاقة من طرق مضرة جدا للبيئة لطرق صديقة للبيئة بشكل موسع.



رغم التهديدات التي بدأ العالم يلمسها على الأرض إلا أن كثيرين لا يزالون لا يعرفون شيئا عن المصطلحات التي ذكرتها في بداية مقالي، لذلك قررت أن أقدم خلفية مختصرة عنها، ليتبقى عليكم مسؤولية التوسع، فالاحتباس الحراري هو مصطلح علمي للإشارة لارتفاع درجة الحرارة العالمية التي كان من عواقبها آثار مهمة مثل انحسار القطبين الجليدي، وارتفاع درجة حرارة المحيطات، وتناقص نسبة الحياة البحرية بنسبة مخيفة وهي 40%، وزيادة الفيضانات الشاطئية، وتغير المناخ، وكان أحد أهم أسباب الاحتباس الحراري هو النشاط الإنساني والصناعي الذي زاد من تصاعد غازات الانبعاث وبالأخص ثاني أكسيد الكربون، والتي بحسب NOAA في عام 2013 قد سجلت مضاعفة لكمية الانبعاثات السنوية الطبيعة قبل التدخل الصناعي، وهذه الانبعاثات تخل باتزان واتساق الغازات في طبقات الغلاف الجوي، وبالأخص طبقة الأوزون التي سجلت الهيئة التابعة لوكالة الأرصاد فجوة تعادل 10% من مساحة منتصف الكرة الجنوبي بتخلخل بالأوزون بنسبة من 40% إلى 50%، حتى انخفضت نسبة مقاومة الغلاف الجوي لحرارة الشمس، كل هذا وأكثر من المخاوف التي قد نسببها لعالمنا الصغير.