فواز عزيز

دمج الوزارات.. ونصائح السابقين

تقريبا
تقريبا

السبت - 08 أبريل 2017

Sat - 08 Apr 2017

• تقليص الوظائف القيادية في بعض الوزارات أمر مفيد؛ لسببين، الأول أننا في فترة «تقشف» تستوجب ترشيد الصرف وتوفير المال، والثاني أن كثيرا من التجارب الواقعية تثبت أنها ترهل إداري في ظل «المركزية الإدارية»، فالأمر والنهي والفكر والتطوير بيد معالي الوزير فقط، والبقية لتسيير الأعمال فقط، وقد يكون وجود بعضهم لعرقلة الأعمال؛ ليأتي بعد ذلك القائد الأول ويحلها..!

• تلك الوزارة التي كان لها وزير وثلاثة نواب وزير ذات يوم، هي اليوم بوزير واحد فقط، ولم يتغير شيء في تلك الوزارة، فقط أفكار ومشاريع تطويرية على الورق وفي المؤتمرات الصحفية والاتفاقيات المشتركة، ولا شيء منها يطبق كما يصرح به وكما يصور لنا..!

• بعض الوزارات دمجت مع غيرها ولم يتغير شيء، فقط وفرنا راتب وزير ورواتب نائب ومستشاري الوزير، ووفرنا الكثير من الوقت الذي كان يستهلك في التصريحات الصحفية التي أنهكت كلمة «قريبا» من كثرة استخدامها..!

• لكن، المشكلة أن بعض القياديين السابقين بعد مغادرة المنصب يتفرغون لتقديم النصائح لوزاراتهم السابقة بعدما كان الصمت عنوانهم أثناء العمل وطوال حياة المنصب، وليت من يقدم النصح يعتمد على تجربة ناجحة ومقنعة للمواطن..!

• نائب وزير تعليم سابق انتقد مشروع وزارة التعليم للاستغناء عن الكتاب المدرسي، معتمدا على تجارب الدول المتقدمة تعليميا مثل سنغافورة التي ترفض التخلي عن الكتاب والقلم والورقة، والكثير يتفق مع انتقاده.. لكن هنا سؤال مهم لسعادة النائب: هل تسمع وزارة التعليم النقد وتتفاعل معه؟ ويمكن الإجابة على السؤال من واقع خبرة سابقة، فالنقد ليس جديدا على وزارة التعليم..!

• سعادة نائب الوزير السابق زاد في انتقاده بتقديم نماذج لتجارب تعليمية ناجحة في بعض الدول، وأكد سعادته أن مشروع «الآيباد التعليمي» ليس جديدا وكان سيكلف 60 - 90 دولارا.. وهنا سؤالان: الأول: لماذا لم تستفد وزارة التعليم من تجارب تلك الدول المتقدمة تعليميا والتي يعرفها مسؤولو وزارة التعليم أكثر من الشعب؟ والسؤال الثاني: أين ذهب مشروع «الآيباد التعليمي» الذي تحدث عنه..؟

• القياديون السابقون الذين يريدون أن يقدموا النصائح والإصلاح، نحن مستعدون -أولا- لسماع تقييمهم لتجربتهم السابقة وانتقادهم لأخطائهم؛ لكيلا يقع فيها من يأتي بعدهم.. أما نقد الواقع الحالي فنحن نكفيهم ذلك..!

• لكل مسؤول سابق وحالي، نقول: شجاعة الاعتراف بالأخطاء وإعلان الفشل، أقوى من شجاعة النقد والانتقاد لأعمال الغير..!