(أول الطب الكي)!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الجمعة - 07 أبريل 2017

Fri - 07 Apr 2017

من أقدم ما قيل في (الخصوصيات): كانت ميزة (اليونان) في رؤوسهم فكثر الفلاسفة! وجعلت ميزة (الصينيين) في أيديهم؛ فما زالوا يصنعون كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ!

ومن العجب العجاب، والغريب الغراب: أن الحكومة الصينية عدلت في (2014) قانون تحديد النسل، فسمحت للأبوين بإنجاب ولدين بدلًا من واحد؛ نظرًا لقلة الأيدي العاملة؛ رغم اقتراب تعدادهم من (الملياري) نسمة!!



ونحن ما زلنا نعاني من (البطالة)؛ حيث صرح معالي رئيس الهيئة العامة للإحصاء الدكتور (فهد التخيفي) بأنها (ارتفعت) في السعوديين والسعوديات فقط إلى (12,3%) بعد أن كانت (6%) فقط في الجاهلية!!



أما معدل البطالة في السعوديين والوافدين فقد بلغت (5,6%)! ما يعني أحد أمرين لا ثالث لهما: إما أننا نستقدم (العواطلية) جاهزين من أدغالهم! وإما أننا نستقدم العاملين ونعديهم بالبطالة (فيذا)!!



واااا.. أين وصلنا؟ اليونان.. الصين .. آه.. أما العرب فكانت ميزتهم في اللسان، فأبدعوا في الشعر والبلاغة؛ ولذلك كان القرآن العظيم هو معجزة النبي الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي حيرت المعاصرين له؛ أما اليوم فإننا أحوج الشعوب إلى الاستفادة من معاهد وكليات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها!!!



فما هي الخصوصية السعودية اليوم؛ بما أننا فقدنا حتى الميزة اللسانية، وأصبحنا الشعب العربي الوحيد الذي يكسِّر لغته ويسحق عظامها بهبرة لسانه؛ ليتخاطب مع إخواننا الوافدين من غير العرب؟



لن تجد صعوبة في أن تقول بلا «نحنحةٍ» ولا «حقحقةٍ» ولا «طبعنة»: إن خصوصيتنا السعودية اليوم هي (التهافت الشعبوي) على كل شيء، وأي شيء، لأي شيء، ودون أدنى شيء!!!



وهنا نطلب المساعدة من (هيئة الإحصاء العامة) لعلها تزودنا بأدق الأرقام وإن لم تبلغ (100%) عن عدد السعوديين الذين يتهافتون على كل فرع لكل مطعم في كل مدينة؟ وعلى كل (مول) يفتتح قبل أن يكمل بناءه؟ وعن عدد المتهافتين من الشعب الأعظم على السينما والمسرح في مشارق الأرض ومغاربها؟ وعن عدد المتهافتين على سفاراتنا في الخارج للزواج: مؤبَّدًا وعرفيًا ومسيارًا ومسفارًا ومبعاثًا و(مدْشَارًا)؟؟



وعن عدد المتهافتين على الهند لعلاج السكر؟ وعلى الأردن لعلاج الظهر؟ وعلى الفلبين لعلاج الأسنان؟



وإذا سجلنا لهيئة (الترفيه) تهافت الجماهير على الحفلات الغنائية؛ وحمَّلنا (هيئة الدواء والغذاء) مسؤولية التهافت على فيتامين (B17) وكأنه فيتامين (واو)؛ فكيف نفهم التهافت (المحلي 100%) على من يمارس (الكي) على هامة الرأس الخالية؟!



[email protected]