عبدالله المزهر

أنت مجرد إرهابي محتمل.. فلا تتحمس!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 05 أبريل 2017

Wed - 05 Apr 2017

مضى على مجزرة خان شيخون في إدلب بسوريا ثلاثة أيام، وهو كما تلاحظون وقت طويل يكفي لأن ينسى الموضوع ونبدأ في الحديث عن غيره، فالأيام تسير بسرعة لا تسمح لنا بالتوقف عند كل مجزرة يذهب ضحيتها بضع مئات من البشر، فالأمر يحدث كل يوم، والمجزرة التي يفوتنا الحديث عنها يمكننا اللحاق بغيرها والحديث كما نشاء وفي الأمر سعة كما هو واضح للكائنات البشرية المتبقية على قيد الحياة حتى هذه اللحظة.



ثم إن الأمر الأهم هو أنه لا علاقة لنا بموت الأطفال والمستضعفين في سوريا، أو في اليمن أو في أي مكان تتواجد فيه بضع عصابات تقوم بقتل الناس الذين انتهت آجالهم بالفعل. فلا أحد يموت قبل أن يحين أجله. لماذا يجب أن نتكلم من الأساس عن هكذا أمور، لماذا لا ننشغل بأنفسنا ونترك الخلق يقتلون ويقتلون.

وقد جرت العادة والعرف أن التعاطف مع الضحايا المسلمين في غير دولتك قد يجعل منك إرهابيا محتملاً ومحرضاً على الفتنة. وإن كنت لا بد تريد التعاطف وتجد أن إنسانيتك تؤلمك قليلا ففي الأمر متسع للتعاطف مع الضحايا في أماكن أخرى من العالم. تعاطف مع ضحايا الأعاصير والزلازل والبراكين وحوادث الطرقات والحوادث الجوية والبحرية فهم كثر ويكفونك عناء التفكير بأنك قد تكون بلا ضمير. ولكن يجب الحذر أيضا عند التعاطف مع هذه النوعية من الضحايا، حاول أن تتعاطف مع ضحايا العالم الأول فقط، هذا يجعل منك إنسانا له ضمير حي وكذلك سيبدو حزنك أنيقا ومن المستبعد أن يشك أحد أن تعاطفك له دوافع تحريضية وأنك تحمل في عقلك بذرة إرهابي ستنمو يوما ما وتصبح خطرا على الحياة والعالم المتحضر الذي يجب أن يعيش في سلام بالطبع.



وعلى أي حال..

يجب أن يعاقب من ارتكب المجزرة الأخيرة لأنه غبي وليس لأنه مجرم، فقد كان يقتل يوميا الأعداد نفسها وأكثر ولم يكن أحد ليتحدث عن جرائمه، ولكنه كان مستعجلا هذه المرة فاستخدم سلاحا يزعج ـ قليلا ـ شركاءنا المتحضرين في هذا الكوكب. أما القتلى فإنهم لا يفكرون في نوع السلاح الذي قتلهم.



[email protected]