فواز عزيز

نجل الوزير ومصداقية الإعلام!

تقريبا
تقريبا

الثلاثاء - 04 أبريل 2017

Tue - 04 Apr 2017

بين ثنايا كتب السير الوزارية الكثير من الحكايات التي تستحق القراءة والتأمل ومقارنتها بالواقع الحالي.

(1)

يروي وزير سابق أنه ذهب مرة لافتتاح مؤتمر دولي، فرغب ابنه الأصغر ذو السنوات التسع بمرافقته، فوافق «معاليه» على اصطحابه كتعويض له، بعدما أنبه ضميره لغيابه الدائم عن عائلته، والحقيقة التي يرويها الوزير أن الموافقة كانت مشروطة بالهدوء والجلوس في مكان بعيد!

(2)

في اليوم التالي نشرت إحدى الصحف المحلية على صفحتها الأولى صورة «نجل الوزير» وهو يلبس «البشت» ويجلس في مكان بارز ويمسك بالميكرفون، وكتبت تحت عنوانه تنتقد أخطاء في وزارة معاليه بينما ابنه في المؤتمرات!

(3)

للوزير رأي آخر في الحكاية، فهو يؤكد أنه طلب من ابنه أن يكون هادئا ويجلس في مكان بعيد، ويروي الوزير الحكاية بأن صحفيا - وصف صحيفته بالصفراء- طلب من ابنه أن يجلس على المنصة بعد أن نزل الجالسون عليها، والتقط صورة لابن الوزير على المنصة وهو يمسك بالميكرفون ونشر الصورة في صحيفته الذابلة كما يصفها الوزير الذي صدم من التصرف الذي لا يمت للمهنية ولا للأخلاق لا بنسب ولا سبب.. حسب روايته!

(4)

معالي الوزير أبدى خشيته من أن يكون لتصرف الصحفي في الحكاية التي يرويها عن صورة ابنه، أثر على نظرة ابنه وجيله للصحافة والإعلام، وأكد معاليه بأنه ليس من صالح المجتمع أن يكون إعلامه متهما بالكذب والتزوير!

(5)

بعدما غادر الوزير وزارته بالإعفاء، صار «كاتبا صحفيا»، فانتقل إلى خانة أعداء المسؤولين، فذاق مما أذاقهم حين كتب مقالا عن إحدى الجهات الحكومية وذكر بعض المعلومات التي يعتقد صحتها، فجاء الرد بتجهيله واتهامه بالقفز على الحقائق من مسؤول حكومي، فصدم وتألم وذكر ذلك في مقال لاحق، ولم يغضب معالي «الكاتب الصحفي» من اتهامه بالخطأ، لكنه غضب من أسلوب الرد الذي وصفه بأنه «مشهد عنف لفظي لم يخل من التعريض بالجهل في حقه».. واعترف بأنه قد يخطئ لكن لا يليق أن يقال عن كلامه إنه «مغالطات» أو يوصف بأنه «يعرف الحقائق ويقفز عليها» فتاريخه لم يسجل به مغالطة واحدة، أو «قفزة» واحدة من هذا النوع، كما يقول، ويضيف أنه قد تفوته معلومة وقد يخطئ، لكن كان الأولى بمن يرد أن يترفق ويتحرى الدقة!

(6)

هنا تذكر حكاية «نجل الوزير»، وأخشى أن تؤثر الحرب الكلامية بين والده معالي «الوزير/ الكاتب» وإحدى الجهات الحكومية، في نظرة من بعده من الأجيال للإعلام ومصداقيتها!



[email protected]