مسنة تطوف العالم بسيارة عتيقة

الثلاثاء - 04 أبريل 2017

Tue - 04 Apr 2017

u0647u0627u064au062fu064a u0647u064au062au0633u0631           (u062f u0628 u0623)
هايدي هيتسر (د ب أ)
انقضت أيام الشباب بالنسبة للسيارة «هودو»، فهي اليوم تهتز وترتعش وتتأرجح خلال سيرها على الطريق، وتنبعث منها رائحة بنزين قوية، ولكن هايدي هيتسر تحب هذه السيارة القديمة من طراز «هدسون جريتر إيت» المصنوعة في مدينة ديترويت الأمريكية بإطاراتها الخشبية وأسطوانة التعشيق القديمة التي تعمل على ثلاثة تروس.



وتبلغ هيتسر من العمر 79 عاما، وظلت تعمل لفترة طويلة في مجال تجارة السيارات بالعاصمة الألمانية برلين، أما هودو، فيعود تاريخ صناعتها إلى عام 1930، وقد أمضى هذا الثنائي الطاعن في السن عامين وسبعة أشهر سويا في رحلة حول العالم بطول 84 ألف كيلومتر. ولدى عودتها من رحلتها الطويلة هذا الشهر، قادت هيتسر سيارتها هودو مثل المنتصرين أمام بوابة براندنبرج الشهيرة في برلين، وسط هتافات من الجماهير على غرار لحظات الوصول إلى خط النهاية على الطريقة الهوليودية.



وانطلقت هيتسر في رحلتها من برلين يوم 27 يونيو عام 2014، متجهة نحو جنوب شرق أوروبا، ومنها إلى وسط وجنوب آسيا، ثم بجولة في أستراليا، ومنها إلى نيوزيلندا قبل أن تعبر إلى الأمريكيتين. وتجولت هيتسر بسيارتها في الأمريكيتين الشمالية والجنوبية قبل أن تتجه إلى جنوب القارة الأفريقية، ثم تأخذ طريقها شمالا عائدة إلى أوروبا مرة أخرى.



وكتبت هيتسر في مدونتها قائلة: «علمتني هذه الرحلة أن العائلة هي أهم شيء بجانب الأصدقاء الحقيقيين»، كما علمها السفر أن تكون أكثر تواضعا في احتياجاتها.



وكانت تتفادى مناطق الأزمات خلال رحلتها، وتوضح قائلة: «إنني فتاة أقود سيارة بمفردي على الطريق، فإذا ما تعرضت للخطف وطلب أحد ما فدية نظير الإفراج عني، فسوف يكون ذلك موقفا محرجا للغاية»، وأضافت: «عندئذ، سيقول الألمان إنهم يدفعون الضرائب من أجل إخلاء سبيل امرأة عجوز».



ولكنها تعرضت لمخاطر أخرى خلال الرحلة، فقد فقدت جزءا من أصبعها ذات مرة أثناء إصلاح السيارة، كما سقط أحد ضروسها في مكان ما أثناء الرحلة. وتعقب هيتسر قائلة: «إنني لدي أسنان أخرى تكفيني».



وذات مرة، اضطرت هيتسر إلى قطع الرحلة والعودة إلى ألمانيا لإجراء جراحة لإزالة ورم سرطاني، ولكنها عادت بعد ذلك مباشرة لاستئناف الرحلة. ويعلق الطبيب الذي أجرى لها الجراحة قائلا: «إنها تحمل وقودا في دمائها».