جائزة خدمة الإسلام من ملهم إلى ملهم

الاثنين - 03 أبريل 2017

Mon - 03 Apr 2017

في كل عام تحتفل فيه مؤسسة الملك فيصل الخيرية برمز جديد يتقلد جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، تستعيد الأذهان من جديد سيرة ملك ملهم، أخذ على عاتقه السعي الدائم نحو تحقيق تضامن المسلمين والدفاع عن مكتسباتهم، ولم شملهم.



وفي هذه الدورة، وبعد 39 عاما على إنشائها، اختارت أمانة الجائزة أن تمنح خدمة الإسلام إلى ملك ملهم أيضا، وضع نصب عينيه الدفاع عن المسلمين، والوقوف بحزم وعزم ضد كل طامع يحاول أن يصدع البناء القويم الذي اكتسبته اللحمة العربية والإسلامية، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.



رائد التضامن الإسلامي



عرف الملك فيصل يرحمه الله بالدعوة إلى التضامن الإسلامي، وإلى التعاون العربي من أجل توحيد مصالح العرب والمسلمين، والدفاع عنها، وتبنى مشروع التضامن الداعي إلى التعاون الوثيق بين دول العام الإسلامي.



ومن خلال دعوته لهذا التضامن، عقد مؤتمر إسلامي موسع على مستوى رؤساء الدول تمخض عنه نشوء رابطة العالم الإسلامي التي واصلت بعد ذلك عقد أول مؤتمر قمة إسلامي عام 1965م.



من ملك ملهم إلى ملك ملهم



الملك الملهم، ورائد التضامن الإسلامي، الملك فيصل لم يكتف بما تحقق من رابطة إسلامية، وقمم لرؤساء الدول، بل أنشأ عام 1972 الندوة العالمية للشباب الإسلامي لجمع وتوحيد أهداف المراكز والجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية ودعمها والوقوف معها.



ولذلك، قرر مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية إنشاء جائزة عالمية باسم الراحل، تحمل اسم «جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام»، تخليدا لسيرته التي تعطرت بخدمة المسلمين والدفاع عنهم وجمع كلمتهم، ومنحت أول مرة عام 1979.



وفي دورة هذا العام 2017، وقع الاختيار على خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، لنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام، لقاء عنايته بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتمامه بالسيرة النبوية، ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية، والوقوف حتى بالتدخل العسكري لنصرة قضايا العرب والمسلمين في كل الدول العربية والإسلامية التي تواجه مشاريع عدائية تستهدف انتهاك سيادتها وقيمها ودينها.



الملك فيصل رائد التضامن الإسلامي

  • ولد عام 1906

  • الابن الثالث لمؤسس المملكة العربية السعودية

  • حفظ القرآن في التاسعة من عمره

  • أرسله والده في زيارات إلى بريطانيا وفرنسا نيابة عنه في أعقاب الحرب العالمية الأولى وعمره 13 عاما

  • تقلد مناصب قيادية عدة في عهد والده وعهد أخيه الملك سعود

  • عينه والده نائبا له على الحجاز عام 1926

  • عينه رئيسا لمجلس الشورى عام 1927

  • أول وزير للخارجية السعودية عام 1930

  • في عام 1935 تولى عمارة المسجد الحرام بتكليف من والده

  • في عام 1953 تولى ولاية العهد ثم أصبح رئيسا لمجلس الوزراء

  • تولى الحكم عام 1964

  • استشهد عام 1975




نضاله لأجل القضية الفلسطينية



1 عارض الهجرة اليهودية أثناء رئاسته وفد بلاده في مؤتمر لندن عام 1939 لمناقشة القضية الفلسطينية

2 طلب من الملك عبدالعزيز قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد قرار الأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين أثناء توليه وزارة الخارجية

3 انتقد سياسة الولايات المتحدة في دعمها للصهاينة ورفض قرار التقسيم في اجتماع هيئة الأمم المتحدة عام 1947

4 أكد أن العمل الرئيس في تهديد السلام في المنطقة العربية هو قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين على منبر الأمم المتحدة عام 1963

5 قرر مع دول عربية عدة، قطع البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حرب أكتوبر عام 1973 ، وقال «عشنا، وعاش أجدادنا على التمر واللبن، وسنعود إليهما »

6 خاطب رئيس شركة التابلاين الأمريكية بقوله «إن أية نقطة بترول ستذهب إلى إسرائيل، ستجعلني أقطع البترول عنكم»

7 أسهم في لم شمل العرب بعد هزيمة 1967 ، ووقف موقفا حازما فيما يتعلق بحرق المسجد الأقصى



حكمة سلمان وحزمه يؤسسان تحالفين عسكريين للإسلام والعروبة



سيخلد التاريخ في صفحاته أن تحالفا عربيا قاده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمواجهة مشروع إيران في اليمن، الذي يستهدف نسف القيم الإسلامية والعربية ووضع اليمنيين تحت وصاية ميليشيات طائفية انقلبت على كل المواثيق والأعراف الدولية، تحالف فرح به كل عربي ومسلم، وأعاد للأذهان سيرة الملك الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي قاد العرب والمسلمين في حملات تضامنية متواصلة.



حكمة الملك سلمان استشعرت الخطر الذي يحدق بالمسلمين ودينهم، من خطر جماعات الإرهاب التي تلصق نفسها بالإسلام، وهي بعيدة كل البعد عن قيمه وأخلاقه وتعاليمه، وأسس التحالف الإسلامي العسكري الذي يتكون من 40 دولة عربية وإسلامية، لتحقيق وحدة الصف.



واهتم الملك سلمان منذ أن تولى مقاليد الحكم بوحدة الصف الإسلامي، وتوعية المسلمين من خطر الإرهاب والتطرف والطائفية، ودعا إلى نشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين جميع الشعوب، ودعا إلى مناورات رعد الشمال العسكرية التي حققت نجاحا كبيرا بحضور زعماء العالم الإسلامي لنشر الأمن والاستقرار، حتى أصبح العالم الإسلامي يتطلع إلى دور السعودية لتوحيد الصف الإسلامي، وينتظر من عاصفة الحزم أن تقضي على المخطط الإيراني الإجرامي في المنطقة العربية.