عبدالله المزهر

الحرية الحمراء!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 02 أبريل 2017

Sun - 02 Apr 2017

يقول أحمد شوقي:

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق



ولأن العلاقة بين الإعلام وأحمد شوقي علاقة وطيدة ـ كما تعلمون ـ، فقد فهمت إحدى القنوات التلفزيونية أن الحرية تعني أي شيء أحمر، فأطلقت حملة بعنوان «كوني حرة» مليئة بالملابس الحمراء والتغريدات التي تقود إلى طريق ينتهي بليلة حمراء. والحقيقة أن أحمد شوقي يتحمل وزر هذا الفهم الخاطئ لمفهوم الحرية، فالألوان كثيرة وقد كان بإمكانه - رحمه الله - اختيار لون آخر غير لون الدم كرمز للحرية. الفوشي مثلا كان سيكون خيارا رائعا ومتناسبا مع الحرية حسب المقاييس الحالية.



وبالطبع فإني لا أريد أن أجعل فهمي للأمور هو المعيار الذي يجب أن يسير عليه بقية العالمين، وكون التصور الذهني لدي يجعلني أتخيل معاني وأشخاصا ومواقف بعينها حين أسمع كلمة «أحرار»، لا يعني أن هذا التصور هو الحقيقة المطلقة. ربما يكون منظر امرأة «لابسة من غير هدوم» هو الشيء الذي يجب أن يخطر في ذهن الأسوياء عند سماعهم لكلمة «الحرية» ومشتقاتها.



قد لا نختلف كثيرا على أن المرأة عندنا تعاني من ظلم وإجحاف الكثير من القوانين والأنظمة، وكذلك من بعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي لا يحكمها نظام ولا قانون. لكن المطالبة بالحقوق لا تعني التخلص من الثياب أولا. ويبدو لي ـ والله أعلم ـ أنه لا علاقة بين الأمرين. والدعوة إلى «التمرد» على كل شيء ليست طريقا يؤدي إلى الحرية. فالخيانة تمرد أيضا، والشذوذ تمرد والسفالة والانحطاط يمكن أيضا أن تكون ضمن إطار الحرية والتمرد حسب المقاييس والمعايير التي يراد أن يتبعها الأحرار الجدد.



وعلى أي حال..

كونوا أحرارا، ولكن احتفظوا بثيابكم، منظر أجسادكم العارية ليس دليلا على الحرية أبدا، فالمظهر العاري ليس اختراعا جديدا، فقد كان مستخدما وسائغا لعرض العبيد والإماء في أسواق النخاسة قبل اختراع القنوات التلفزيونية. والدعوة إلى نزع الملابس قد تكون طريقا إلى العبودية بمعناها الحرفي الدقيق، وليس إلى الحرية كما قد يعتقد الأخ «طوني».



[email protected]