محمد حطحوط

هيئة تسويق المدن

الاحد - 02 أبريل 2017

Sun - 02 Apr 2017

في مؤتمر (نكست) الذي أقيم قبل أيام في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، تشرفت بدعوة كريمة لحضور أمسية تسويقية مع متحدثين من داخل المملكة وخارجها. حيث كان الرئيس التنفيذي لشركة إس تي سي، وصافولا، وقودي حاضرا، بالإضافة إلى لفيف من المتحدثين من أنحاء العالم.



أحد المحاور التي تطرق لها المؤتمر تسويق المدن والدول، وهو فن تزداد أهميته كل يوم، وتبرز الحاجة إليه مع كل دقيقة تمضي، وذلك لأن هناك 250 ألف مدينة حول العالم تتنافس على أمرين هامين:

العنصر البشري المميز، ورأس المال!



التسويق للمدن أصبح ضرورة ملحة، وذلك أنه لا قيمة للإصلاحات السياسية والاقتصادية من سياحة وجذب للعقول والأموال، دون أن يعلم الناس بالحراك الكبير الذي تقوم به. إسرائيل في رأيي الشخصي رقم واحد في المنطقة في التميز في التسويق لذاتها، بالرغم من أنها تفقد كل معطيات القيمة المضافة. فهي تعمل في أرض محتلة، وتقوم بأعمال غير شرعية في الضفة الغربية وغزة، على أراض معترف بها دوليا، ومع هذا ما زالت إلى هذه اللحظة تكسب تعاطف العالم، ليس هذا فحسب، بل ينظر إليها على أنها الحلقة الأضعف، وتلبس ثوب المسكنة بطريقة - صدقا - تجعلك ترفع القبعة احتراما لعدوك التاريخي الأول!



سيطول الحديث لو تطرقنا للزيارات الرسمية والممنهجة لأعضاء الكونجرس الأمريكي، هم وعائلاتهم محفولون مكفولون، ويتم عرض الملف الفلسطيني كاملا لكل هؤلاء الضيوف من وجهة نظر إسرائيلية.



يتجاوز ملف التسويق لإسرائيل خيالك، فهناك لكل فئة قسم خاص يعمل فيه آلاف الموظفين. رجال الأعمال كمثال لهم برنامج مكتمل الأركان، المشاهير من الممثلين واللاعبين - ميسي مثالا - حول العالم تتكفل إسرائيل بكل تفاصيل الرحلة، وتقدم لهم برنامجا معدا بعناية ومدروسا مسبقا، إذ لا مجال في ملف التسويق للارتجالية والاجتهاد. بل امتد الجهد التسويقي ليشمل شباب الجامعات، فهناك برامج صيفية ومخيمات وألعاب ترفيهية، كلها في نهاية المطاف تهدف لغاية يتيمة: التسويق لإسرائيل كوجهة تستحق الزيارة.



هيئة تسويق السعودية أصبحت ضرورة لا مفر منها. قد لا يدرك البعض أهميتها الآن، لكن بعد سنوات من الجهد والتعب في التغيير ومحاولات الجذب، ستصطدم بجدار: لم نعلم عنكم، لم تقوموا بالتسويق لما تعملون!



السعودية لديها مكامن قوة، وعوامل لم تستغل بعد، تخيل ملف الحرمين وتأثيره الكبير والجاذب لمشاهير العالم الإسلامي. قابلت في مدينة غربية عالما فيزيائيا مسلما شهيرا عالميا في مجاله، يستلم راتبا فلكيا، قال لي مرة في لحظة حنين: وددت لو أستلم ربع هذا الراتب، وأكون أستاذا جامعيا في مكة أو المدينة!



[email protected]