باص المدرسة يا وزارة التعليم!

السبت - 01 أبريل 2017

Sat - 01 Apr 2017

ما من شك أن كلا منا يأمل ويتوق إلى الارتياح النفسي والجسدي، ورب الأسرة في مقدمة من يطمح لهذا وأفراد أسرته تبعا له في ذلك. ومن مسوغات تلك الراحة الأسرية وعامل استقرارها أن تحظى هذه الأسرة بعناصر تعزز من هذه الراحة وتدعم ذلك الاستقرار، ولعل من أهم تلك العناصر والأهداف التي تبعث في النفس السكينة وتدفع من ديمومة راحة البال وتعزز فيها حالة الطمأنينة هو اطمئنان رب الأسرة على بناته.

واعتماد وسيلة مواصلات آمنة تصطحب له بناته إلى فصول التعليم ومسالك العلم هو ضمن تلك الأولويات والطموح التي يتمناها ويطمح إليها كل أب، بحيث تكفل لهن هذه الوسيلة الراحة الجسدية، وتضمن لهن أيضا استقرارهن الفكري والنفسي وتنمي فيهن الثقة والقدرات التي لن تتهيأ إلا بضرورة حضور راحة النفس والأمن والأمان.

ومن هذا المنطلق أتساءل كما تساءل الكثيرون من أولياء الأمور غيري: هل صعب حتى الآن أو استحال على وزارة التعليم ممثلة في الإدارة العامة لتعليم البنات تأمين وسيلة نقل عامة (باصات) تعمل على حل إشكالية نقل الطالبات من وإلى مدارسهن في أطر وحدود الأحياء التي توجد فيها المدرسة، وذلك للمحافظة على خصوصية أكبر عدد ممكن من بناتنا، على أن تحمل هذه الباصات المدرسية الصفة الرسمية على غرار ما كان يعمل به في زمن السبعينات الميلادية، بحيث تتولى تلك المهمة أيد أمينة تابعة للوزارة تقوم على حمل الطالبات من بوابات المنازل إلى بوابات المدرسة والعكس، بالتعاون مع أصحاب الاختصاص في هذا الشأن؟

هذه المعضلة ربما لن يشعر بها إلا من كانت له علاقة بمدارس البنات، هناك فقط سيدرك حجم المعاناة والحاجة الماسة لباصات المدارس. كما أن العمل على مثل هذا المشروع سوف يجنبنا الكثير من الإشكاليات اللاأخلاقية التي لم تكن في الحسبان.

فوجود هذه الباصات يمكنه أن يحد من عدد السائقين المكتظين أمام بوابات المدارس، ويمكن أيضا من خلال ذلك أن يقلص حجم الازدحام الذي يصادف قاصدي الطرق، وبالتالي تقل الحوادث المرورية التي ما برحت تعم كل بيت.

ولا أدري حقيقة إن كانت هذه الإشكالية هي أحد الأسباب التي دعت المطالبين بقيادة المرأة للسيارة أم لا، رغم أني لم أكن يوما ممن يدعون لذلك، عموما تظل المشاهدات اليومية لذلك الوضع الذي يقلق مضجع كل غيور هي التي تدعونا للمطالبة بإيجاد مثل هذه الباصات المدرسية، فعدد السائقين الملزمين بإحضار الطالبات عبر سياراتهم الخاصة ليس باليسير، والمنظر العام هناك تقشعر له الأبدان.

والمؤلم في الأمر ليس أصل العدد فقط، بل ما يصدر منهم، فلك أن تتخيل سائقا يمشي مع طالبة في المرحلة الثانوية أو المتوسطة، جنبا إلى جنب حتى يصل بها إلى مقابض باب السيارة، ولك أن تتخيل أيضا سائقا آخر يتبادل الضحكات على مرأى ومسمع من المارة دون حياء أو وازع أخلاقي، ولك أن تستشعر مقدار الألم الذي يعتصر قلبك غيرة على بنات بلدك وأنت ترى سائقا يضع يده بيد إحدى الطالبات بحجة مساعدتها على عبور الشارع.

تلك التجاوزات نماذج لما يتم مشاهدته يوميا، وهي ما أثارت ردود أفعال بعض الغيورين إبان تواجدي أمام إحدى المدارس. والسؤال المطروح الآن: ألم يأن الأوان بعد لتفعيل عمل هذه الباصات المدرسية؟! هذا السؤال موجه إلى وزارة التعليم؟