سهام الطويري

لو بدأ الطالب السعودي دراسة الدكتوراه في سن الـ 24 مثلا!

السبت - 01 أبريل 2017

Sat - 01 Apr 2017

من الممكن في بريطانيا أن يبدأ الطالب مرحلة الدكتوراه في سن الـ 23-24 عاما، لأن النظام التعليمي في بريطانيا يعطي هذه الفرصة لمن يريد خوضها من الطلبة المميزين، ولأن سن بداية العشرينات هو سن الفوران والنشاط والرغبة القوية في تحقيق أحلام المستقبل مبكرا.

لذا تجد في الجامعات البريطانية طالب الدكتوراه في سن الـ20 مع مجموعة من طلبة الدكتوراه السعوديين المشارفين على بداية الأربعينات. كما أن الإنتاج في سن العشرينات أكثر غزارة ولمعانا من إنتاج سن الأربعينات.

كثير من علماء الأبحاث المتميزين في الجامعات الدولية ممن يحرزون الدكتوراه في سن العشرينات وأغلب من يشارف على الأربعينات من هؤلاء الصفوة يكون ممن له النصيب في الترشح لجوائز الأبحاث العالمية المرموقة.

لا يمكن إغفال مساهمات الحاصلين على درجة الدكتوراه في سن الأربعين، ولكن الظروف التعليمية هي العائق الأول لدى هذه الفئة من تحقيق الدكتوراه في سن مبكر بأسلوب متتابع ونشط. كما أن وصول الإنسان لسن الأربعين يرافقه العديد من الهموم الاجتماعية والظروف الأسرية المتوازية مع قوة التحديات التي يتطلبها العمل بدرجة الدكتوراه.

لذلك لا يوجد تفسير لتوجه بعض الحاصلين على درجة الدكتوراه إلى مهن موازية يسعون من خلالها إلى زيادة التحصيل والاستثمار المالي أكثر من التركيز على غزارة مستوى العلم وجودة الأبحاث العلمية.

جامعاتنا تنتهج الـ«ستايل» الأمريكي في التعليم، ولكن ذلك لا يمنعها من فتح خط مواز على الـ«ستايل» الإنجليزي يستقطب العقول العشرينية المتوهجة في هذه المرحلة العمرية المليئة بالنشاط وقوة التركيز على هدف واحد رئيس.

وذلك يتطلب أن يكون هناك توافق في استنساخ تجربة الحصول على درجة الماجستير في سنة، والدكتوراه في ثلاث سنوات بطرق البحث العلمي المتبعة في الجامعات البريطانية. هذا سيوفر الوقت والجهد على الطالب والمشرف، وسيزيد من فرص الانخراط في مراكز الأبحاث والمساهمة في الإنتاج في مراحل العطاء المبكرة.

البقاء على النموذج الأمريكي في منهاج الدراسات العليا يعطي إيحاء بالبيروقراطية التي يزيد من وطأتها امتداد ظروف سنوات الحصول على درجة الدكتوراه إلى ما يزيد على خمس سنوات في بعض الأحيان، بينما الدكتوراه في أساسها ليست إلا تمرين الطالب على كيفية الاستقلال في إنتاج التجربة والبحث العلمي في عالم الإنتاج المعرفي.

حصول الطالب السعودي من الجيل الجديد على فرصة بداية مرحلة الدكتوراه في ربيع العشرينات سيكون له الأثر الفعال لتغير مسار ونشاط المراكز العلمية والبحثية في المملكة مستقبلا.

[email protected]