دخيل سليمان المحمدي

ثقافة الواتس اب لدى بعض الأصحاب

الجمعة - 31 مارس 2017

Fri - 31 Mar 2017

في ظل تطور وسائل الاتصال وتعددها وتنوعها بفضل التقدم العلمي والثورة التكنولوجية التي نعيشها، أصبحت وسائل الإعلام تمارس دورا جوهريا في إثارة اهتمام المجتمع بالقضايا والمشكلات المطروحة.

ومن نتائج هذا التطور هناك عدد من البرامج التي يطلق عليها برامج التواصل الاجتماعي، ومن أهمها برنامج الواتس اب الذي انتشر انتشارا جامحا وقويا بين أفراد المجتمع، وذلك نتيجة لسهولة استخدامه وجمعه كل الإمكانيات التي يتمناها المستخدم أيا كانت اهتماماته، لهذا أصبح الواتس اب أكثر برامج التواصل الاجتماعي استخداما وشهرة بين الناس.

والواتس اب عبارة عن برنامج لتبادل الرسائل بين العديد من أنواع الأجهزة الهاتفية وأنظمة التشغيل بدون دفع رسوم الرسائل النصية، سواء كانت المراسلة فردية أو ضمن مجموعات، وأيضا يستطيع مستخدمو هذا البرنامج تبادل الوسائط من صور وفيديوهات وملفات صوتية.

ففي هذه الأيام أينما نظرت تجده أمامك مع الصغار والكبار، مع النساء والرجال، تراهم يتسمرون لساعات أمام تلك الشاشة التي باتت تختصر كل شيء بالنسبة لرواد هذا التطبيق، فبسببها يمكن أن تسمع قهقهة مجنونة، أو تشاهد دمعة ساقطة بسبب تلك الأحرف والوسائط التي تنهمر من شاشة ما إلى شاشة أخرى، فمتابعة الرسائل التي يتم تداولها وتبادلها عن طريق هذا البرنامج تسببت في حصد كثير من الأرواح وبكثير ومن الإعاقات الجسدية والخسائر المادية، بسبب الحوادث المرورية لانشغال السائق بالمحادثات الكتابية، وأشغلت أيضا معظم العاملين عن أداء أعمالهم وتأخير إنتاجهم، خاصة الأعمال التي لها علاقة مباشره مع الجمهور والمراجعين، مثل وظائف الاستقبال من تحديد المواعيد وفتح الملفات، فمعظم الرسائل وخاصة الشائعات تغلغلت داخل الفكر وشردت به بعيدا عن التركيز.

ومن مشاكل برنامج الواتس اب الشهير على سبيل المثال متابعة زميلك أو صديقك لآخر ظهور لك ثم يقوم بالاتصال بك فإذا لم ترد على اتصاله الهاتفي فأنت على قولهم (مطنش)، وغير مهتم وغير مبال بمن اتصل بك، أو أرسل إليك رسالة وظهرت أمامها علامة وصول الرسالة (صحين بجانب بعضهما) ولم ترد على رسالته فورا فأنت أيضا غير مبال و(مطنش). وفي حال تكوين مجموعات (Groups) للعمل أو لغيره ثم خرجت من هذه المجموعة فأنت لا تحترم أعضاء المجموعة وغير محب لهم أو متكبر عليهم. وعند حظر أي شخص لكثرة رسائله غير المقبولة أو لأي سبب حتى لو كان من أجل الحفاظ على ما تبقى من شحن البطارية الذي شارف على الانتهاء، فأنت بذلك فتحت على نفسك حربا ضروسا. ولقد تصدر برنامج الواتس اب الترتيب في تأجيج التعصب الرياضي بين الشباب، وذلك لما يرسلونه عن طريقه من رسائل كما يسميها الشباب اليوم (طقطقة) وسخرية وشتائم، وما فيها أيضا من مقاطع وصور تدل على التهكم والسخرية.

وبما أن الكتابة لا تصور للقارئ المشاعر التي يقرؤها المتلقي في وجه المرسل، تسبب كثير من المزاح عبر المراسلة الكتابية بمشاكل بين المرسل والمتلقي، وذلك لعدم فهم ما يقصده المرسل.

آمل من جميع مستخدمي الواتس اب العمل على أهمية إثراء الحوارات الهادفة والبعد عن المهاترات التي تجلب معها مفردات التهكم والسخرية.

أتمنى لكم تواصلا طيبا بعيدا عن مشاكل الواتس اب.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال