آلاء لبني

ذكورية المساحة الجيولوجية!

الخميس - 30 مارس 2017

Thu - 30 Mar 2017

قبل أيام نقلت الصحف تصريح المتحدث الرسمي للمساحة الجيولوجية طارق أبا الخيل (عن عدم وجود نية لتوظيف النساء بسبب الأعمال الشاقة التي يقوم بها الجيولوجيون، ومهام الجيولوجيين تتطلب منهم الذهاب إلى الصحارى والحقول والجبال، والقدرة على التحمل والقوة البدنية العالية، وهو الأمر الذي لا يتوفر عند النساء. وأن الجيولوجيين يبقون أحيانا في الصحارى لأيام طويلة لإجراء الدراسات والاختبارات وتقديم التقارير والأبحاث العلمية، وهو ما يصعب على المرأة القيام به لعدم قدرتها على التأقلم والقيام بالأعمال الشاقة).

تبرير هيئة المساحة الجيولوجية ذكوريتها بضعف الأنثى وعدم تأقلمها أمر تقرأ بين سطوره العنصرية والتهميش والخوف الأزلي من أمور لم يتم ذكرها!

وعن نون النسوة سأرد على المساحة الجيولوجية الذكورية بالتالي:

- فهم الطبيعة التي فطر الله عليها الرجل والمرأة ليس من اختصاص هيئة المساحة الجيولوجية ولا ضمن تخصصها.

- هل نحن نختلف عن كل من يعيش على كوكب الأرض؟ هل يقتصر علم الجيولوجيا على الرجال فقط؟ في كل أنحاء العالم المرأة والرجل شركاء في هذا المجال. تخيل أن دولة عربية كالأردن نسبة العاملات الجيولوجيات في المساحة الجيولوجية 60% تفوق عدد الجيولوجيين!

- كيف تم قياس عدم تحمل النساء هذه المشقة؟ وهذه النظرية، لا بل الحقيقة العلمية من وجهة نظر المساحة الجيولوجية من درسها وأثبت صحتها؟ تقاليد المجتمع وأفكاره! بينما نعرف تاريخيا عدم إقصاء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم للمرأة في أي مكان، وكانت شريكة في المشقة والنصر، لماذا يحمل رسول الله النساء للصحارى والقفار والحروب وميادين المعارك؟ لماذا تطبب الجرحى والمرضى؟ أليس الأولى بمن قال (رفقا بالقوارير) أن يمنع مشاركتها خوفا عليها من الوهن والاختلاط وأن يتركهن لبيوتهن!

- لم تكن المرأة بعيدة عن المشقة يوما، وفي هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع صاحبه أبي بكر رضي الله عنه، من حمل المؤنة لهما وتحمل مصاعب الطريق وعدم الأمن؟ أليست ذات النطاقين.

- لماذا تهتم المساحة الجيولوجية بشأن تدليل المرأة الملكة بهذا المجتمع وتعنى بحمايتها من المشقة، لماذا لا تترك (الملكة المدللة) هي من تختار؟ حسب القدرة والإمكانات.

ألم تختر وتتحمل بعض النساء في وزارة التعليم وعثاء السفر اليومي للخروج في منتصف الليل للوصول للميدان المدرسي!

الحمد الله أن وزارة الصحة تثق بتحمل المرأة المشقة وحياة البشر وتسلمها غرفة العمليات والمقص والمشرط.

- أما بخصوص العمل الميداني فهل كل من يعمل في المساحة الجيولوجية يمارس العمل الميداني؟ هل كل رجل في الهيئة يتعرض لذات المشقة وقضاء الأوقات في الحقول والصحارى؟ ألا يوجد أقسام لا علاقة لها بأي عمل ميداني! كالقسم الإعلامي مثلا!

بعيدا عن جدل النقاش بأهلية المرأة للعمل الميداني، والذي تتبناه الجامعات السعودية في تهميش المرأة في قسم الجيولوجيا؟! فلنسلم مجازا بعجز المرأة في الرحلات والأسفار التي أشعرتني بعدم حاجة الهيئة لمبان كبيرة ومكاتب عديدة فكلهم مجندون بالميدان! تكفيها مبان أصغر لتقلل من التكاليف!

هل وجود المرأة عبء على المساحة الجيولوجية؟

هل عند جمع المعلومة الميدانية تنتهي المهمة؟ أليس بالإمكان أن تعمل في كتابة التقارير وإخراجها فنيا؟! ألا تستطيع بناء قواعد البيانات وتحليلها، والعمل على البرامج الحاسوبية المتخصصة كنظم

المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، ألا تقدر المرأة العمل في المعامل والمختبرات والتحاليل الكيميائية المختصة بالصخور والتربة والمياه!

أبعد هذا نستغرب من بيع شاورما من خريجة ماجستير النانو؟!

همسة: إقصاء المرأة في بعض الجهات الحكومية الذكورية أمر متعارف عليه، فالرجل أولى بهذه المشقة الممتدة للثالثة ظهرا براتب مجز! بينما تعمل بعض النساء للحادية عشرة ليلا في الأسواق ويتحملن قلة الأجر ورحلة العمل وأجرة التنقل وضغط المجتمع! فهن كائنات ليليات؟!