أحمد صالح حلبي

الأمانة تعطل السير بالمنطقة المركزية

الخميس - 30 مارس 2017

Thu - 30 Mar 2017

كثيرا ما نوجه سهام الاتهام مقرونة بالتقاعس عن أداء الواجب لإدارة مرور العاصمة المقدسة كلما واجهتنا مشكلة مرورية دون النظر لواقع الأمر ومعرفة حقيقته، واعتدنا في مكة المكرمة أن نضع اللوم على إدارة المرور بكل منطقة مزدحمة خاصة المنطقة المركزية، دون أن نبحث عن الأسباب الرئيسية وراء هذا الازدحام، فمشكلة السير سواء كان بالمركبات أو على الأقدام تجير تلقائيا على إدارة المرور باعتبارها الجهة المسؤولة عن حركة السير.



وقبل أيام مضت عشت تجربة تباطؤ حركة السير وصعوبتها بالمنطقة المركزية عقب صلاة الظهر، وتحديدا بمنطقة أجياد في المنطقة الواقعة بين فندق الشهداء وحتى أنفاق الهجرة أمام فندق مكارم أجياد، ولم يكن سبب الاختناق المروري أو لنقل حركة السير نتيجة لوقوف حافلة تنقل ركابا أو تنزلهم، كما لم يكن نتيجة لوقوف سيارة بشكل مزدوج هنا أو تعطل أخرى هناك، لكنه كان نتيجة طبيعية لغياب مراقبي الأسواق بالبلدية الفرعية التابعة لها المنطقة عن أداء واجبهم الوظيفي، مما نتج عنه افتراش الباعة الجائلين للأرصفة والشوارع.



وفي ظل غياب مراقبي الأمانة لجأ الباعة الجائلون للاستمتاع بما يروق لهم من مخالفات، دون النظر للأضرار التي ستلحق بالآخرين، ومنها لجوء المارة من المواطنين والمعتمرين للسير وسط الشارع بعد صلاتهم، مما نتج عنه حدوث تداخل بين المركبات والمارة.



ولا يمكننا مطالبة إدارة مرور العاصمة المقدسة بإغلاق كل الشوارع المؤدية للحرم المكي الشريف أمام المركبات سواء قبل أو بعد الصلاة بساعة، أو حتى إغلاقها كليا لأن مثل هذا المطلب لن يكون الحل الأمثل، بل سيزيد من المأساة، فالأسباب الرئيسية وراء الاختناقات المرورية بالمنطقة المركزية واضحة ومتمثلة في افتراش الباعة الجائلين نتيجة غياب مراقبي أمانة العاصمة المقدسة، وليست في مداخلة المركبات مع المارة، وليس من الإنصاف أن نتهم رجل المرور بالخطأ والتقاعس وهو يقف تحت أشعة الشمس، ونشكر موظف الأمانة المنعم ببرودة التكييف داخل مكتبه.

وكم نتمنى أن تشكل لجنة بإمارة المنطقة تراقب وتتابع أعمال القطاعات الحكومية الميدانية لتقيم من خلال وقوفها الميداني أداء كل قطاع.



وبدلا من أن تسعى الأمانة لـ «تحذير الشركات والمؤسسات والجهات الحكومية والخاصة من استغلال موارد الدولة التي تشرف عليها الأمانة داخل حدود مدينة مكة المكرمة ومداخلها والمشاعر المقدسة في مجال الدعاية والترويج الدعائي من خلال توزيع مواد تحمل شعارات تحت مسمى هدايا أو استغلال الأرصفة وأعمدة الإنارة والميادين وواجهات المباني للترويج الدعائي والإعلاني لأنظمتها دون تراخيص نظامية»، وتعد مثل هذه الممارسات مخالفة للتعليمات والأنظمة واللوائح، عليها أن تنظر لواقع الحال بالمنطقة المركزية وترى الحقيقة المتمثلة في استغلال الباعة الجائلين للأرصفة والشوارع وسعيهم لتشويه المظهر العام، وتسأل مسؤوليها ألا يعد تواجد الباعة الجائلين مخالفة يعاقب عليها؟



وقبل أن تؤكد الأمانة «حرصها على مواصلة الحملات الرقابية الميدانية على الأسواق والمحال التجارية والشوارع لتوفير البيئة الصحية الملائمة للمواطنين والمقيمين والحفاظ على المظهر الحضاري للعاصمة المقدسة»، عليها أن تحول قولها لفعل نراه ملموسا بالمنطقة المركزية وغيرها.