إسماعيل محمد التركستاني

الفشل في الحصول على شهادة CBAHI!

الأربعاء - 29 مارس 2017

Wed - 29 Mar 2017

ندرك تماما أن قيادة أي من الأقسام الطبية (مثل: الباطنة، العناية المركزة، الحروق وغيرها) أو الطبية المساندة (مثل المختبرات الطبية، الصيدلية، الأشعة وغيرها) إلى جانب الأقسام الفنية المستحدثة لأهميتها في الشأن الصحي مثل الجودة الشاملة ومكافحة العدوى والصحة المهنية، تعتبر مسؤولية مباشرة يتعامل فيها القائد الصحي الذي يتولى رئاسة ذلك القسم مع المستفيدين من المرضى والعاملين، وقد تكون من أكثر المناصب أهمية، وذلك للتفاعل المباشر بين رئيس القسم والمستفيدين من خدمات تلك الأقسام.



وحسب خبرتي العملية التي شاهدتها خلال عملي بمستشفى فريمان الإنجليزي، أنه في حالة احتياج أي من الأقسام الفنية بمستشفيات مدينة نيوكاسل الإنجليزية إلى قيادي يتولى رئاسة القسم وخاصة عند عدم وجود من تنطبق عليه الشروط الواجب توفرها، حينئذ، يتم الإعلان عن ذلك الاحتياج في الدوريات العلمية أو الجرائد الرسمية عن احتياج قسم ما في المستشفى إلى قيادي ذي خبرة (علمية وعملية) في ذلك الحقل المعين، ويتم وضع الشروط والآليات التي من خلالها سوف يتم اختيار الشخص المتقدم لقيادة ذلك القسم الطبي أو الفني والمميزات المالية أيضا.



كانت هناك، حالة يمكن القول إنه لا توجد منافسة بين العاملين السعوديين (خاصة) في تولي رئاسة الأقسام الطبية وذلك لأسباب عديدة (نتحدث عنها مستقبلا)، وإيمانا من قبل وزير الصحة الأسبق الدكتور عبدالله الربيعة بأهمية عمل تلك القيادات في تطبيق وتطوير وتفعيل معايير الأعمال الفنية، فقد أسهم وبقوة في توفير بعض العوامل الإيجابية (التنافسية) مثل بدل الإشراف إلى جانب وضع الشروط اللازم توفرها في المتقدم لتولي رئاسة القسم الطبي بالمستشفى، فأصبح هناك إقبال من قبل العاملين في المستشفيات إلى الترشح في تولي مسؤولية تلك الأقسام الطبية.



إلى هنا والمقال يسير طبيعيا وعبارات سلسة، ولكن يأتي الحديث غير الطبيعي في هذا الشأن (تولي قيادة القسم الطبي) والأجندة الخفية التي آلت إليها اختيار بعض القيادات (وأقول بعض!)، والمتمثل فيما آلت إليه آلية الترشح والاختيار، والتي كانت وللأسف خارج إطار التنافس الراقي بين بعض العاملين في السعي لتولي رئاسة القسم الطبي، كيف؟ أصبحت العلاقات الشخصية بين قائد المنشأة الصحية والمتقدم إلى رئاسة القسم الطبي أو الفني حاضرة وبقوة في مشهد التكليف وإسناد مهمة رئاسة الأقسام الطبية، وما صاحب ذلك من السعي الخفي إلى إزاحة العاملين أصحاب الكفاءات العلمية والخبرات العملية من مشهد القيادة الصحية، وسوف أكتفي بهذين العاملين دون التطرق إلى عوامل أخرى كانت سلبياتها حاضرة في هذا المشهد للأسف!.



باختصار، لا بد أن ندرك تمام الإدراك أن شهادة الاعتماد الصحي الصادرة من المجلس السعودي لاعتماد المنشآت الصحية تعتبر الكاشف والدليل الحقيقي للمستوى التطبيقي للمعايير الصحية، كيف؟ عندما تمنح معايير الاعتماد مستوى (not met) والتي تعني أن القسم الطبي أو الفني لم يوفق ولم يصل إلى المستوى المأمول من قبل معايير المجلس يكون هو دليل واضح وصريح بأن رئاسة القسم الطبي أو الفني أو حتى القيادة الصحية للمنشأة الصحية قد آلت إلى شخص لا يستحق أن يكون في ذلك المنصب والدليل على ذلك هو في مرور أربع أو خمس سنوات على قيادته وتكون النتيجة هي الفشل والحصول على نتيجة (NM) في تقييم المستشفى أو القسم.