يوم المسرح العالمي يوم اليتيم (فيذا)!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الاثنين - 27 مارس 2017

Mon - 27 Mar 2017

دأب العالم الحي ـ عن طريق الأمم المتحدة الدبُّوسية الأمريكية ـ على تخصيص يوم (27 مارس) من كل عام للابتهاج بكل الفنون في شخص أبيها العظيم؛ حيث يسند إلى شخصية مسرحية عريقة إعداد كلمة تترجم إلى كل اللغات الحية و(المستحيَّة)، وتلخص تجربة تلك الشخصية في العمل المسرحي، وفلسفتها الإنسانية التي خرجت بها وتحب أن تنشرها في الأجيال القادمة؟



وقد أسندت كلمة المسرح هذا العام للممثلة الفرنسية (إيزابيل هيوبرت) ومنها، فيما ترجمه الممثل السعودي المدهش (سامي الزهراني)، ونقله الزميل (نايف البقمي) في الأزمل منه (صحيفة الوطن) في عددها أمس: «ها نحن مرة أخرى نجتمع في الربيع سويا، منذ 55 عاما»!!



ماذا؟ «واااات» بالإنجليزية؟ «كْوااااا» بالفرنسية؟ متأكد يا (سومة)؟ ترى نطق الأرقام بالفرنسي يختلف عن الإنجليزية التي ترجمت عنها بالعربية!!

يا للمصادفة العجينة.. العجيبة!! التي قد تمر مرور الكرام وأمن الطرق على كل المسرحيين السعوديين، ما عدا الباحث (الحقنة) ومخرج (الكيف) الدكتور (ياسر مدخلي)، والمؤلف المسرحي والشاعر الغنائي والأكاديمي القدير الدكتور (سامي الجمعان) صاحب نص (حدث في مكة)، والأخخخخ/ أنا صاحب نص (جبا يا هوووووه)! والقاسم المشترك بين هؤلاء الثلاثة أنهم (مسرحوا) ـ مسرحكُنَّكُم الله جميعًا ـ تجربة الرمز الثقافي العظيم (أحمد السباعي)، حيث بنى في مكة المكرمة مجمعًا خاصًا يحتوي على مسرح حقيقي، ومقاعد حقيقية للدراسة في معهدٍ عالٍ للفنون المسرحية!



وفي السنة التي قرر العالم أن يحتفي بيوم المسرح؛ كان (السباعي) يلملم فتافيت كبده، وهو يضطر لإجهاض حلمه قبل (5) أيام فقط من تدشينه! ثم يحبس دموعه في قلبه؛ وهو يرى مبناه وقد أصبح إصطبلًا للخيل والبغال والحمير، الموظفة ـ بجد والله العظيم ـ لدى إحدى الجهات الرسمية!!

يا إلهي..



(55) عامًا ـ تقريبًا؛ فنحن لا نثق في إنجليزية السيدة (إيزابيل) ولا عربية الباشمهندس (سامي) ـ يحتفل العالم يومًا واحدًا بفن يمارسه يوميًا منذ (500) عام، ونحن السعوديين نجتمع لنندب حظ (السباعي) الذي لا نعرف من المسرح غيره إلى اليوم!!



ولكن احتفالنا هذا العام بالذات يدعو للتفاؤل الحقيقي؛ إذ اختار الفنان المثقف سعادة المستشار (عبد الإله السناني) أن تجري مراسم الندب على (مسرح التلفزيون)؛ المختطف هو الآخر منذ ما يزيد على (30) عامًا!!

وليس عزيزًا على الله سبحانه أن يأتي بأبناء يعقوب جميعًا؛ فيرتد بصيرًا!!!



[email protected]