ماذا قدم لنا الابتعاث!

الاحد - 26 مارس 2017

Sun - 26 Mar 2017

«لا توجد هدية أغلى من التعليم»، قالها علي النعيمي في كتابه «من البادية إلى عالم النفط»، وهو يؤمن حقا أن التعليم هو ما نقله من طفل في الرابعة لا يجد النعل في الصحراء، إلى أحد عمالقة عالم النفط في القرن الـ21. أود وأنا أقلب صفحات كتاب علي النعيمي، وأنا الحاصل على بعثتين «الماجستير في أمريكا»، وحاليا «الدكتوراه في بريطانيا» أن أقول ما قاله النعيمي، وهو شعور يود قوله وترديده كثير من المبتعثين، إنه فعلا لا يوجد هدية يمكن أن تقدمها للإنسان أغلى من أن تمنحه بعثه مدفوعة الثمن لأفضل جامعات العالم، ليجرب، ويعرف نفسه، ويعتمد عليها، وينجح إذا كان هاجس النجاح قد احتل قلبه.

كيف لا والابتعاث منحنا فرصة لنرى العالم، لنرى الاختلاف بين الشعوب والثقافات، بين اللغات، بين التعليم السيئ والتعليم المميز. ولم يقتصر هذا الأمر على هذا فحسب، فقد منحنا الابتعاث الفرصة لنري العالم من نحن السعوديين، أصحاب العقول الذكية، والنفوس عالية الهمة، وأصحاب القلوب الطيبة.

الابتعاث منحنا الفرصة أيضا لمعرفة أنفسنا نحن السعوديين، كيف نمثل وطننا، كيف نخدم بعضنا بعضا في الأندية الطلابية، وكيف نحتفي بنجاحاتنا ونتعاون لنتجاوز الصعوبات التي تواجهنا. ولدي شعور عميق أن الابتعاث أيضا منح أبناء الوطن من شماله وجنوبه وشرقه وغربه، الفرصة ليذيبوا الحواجز بينهم، وليكون الوطن اسما يستظل بظله الجميع.

لا شيء يدعو للفخر أكثر من أرى الكثير من المبتعثين في أرقى جامعات العالم، والبعض منهم قد عاد إلى البلاد وبدأ العمل في خدمة هذا الوطن ليكون من أرقى الأوطان. نعم الشباب طاقه لا تنضب، ورحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي بدأ برنامج الابتعاث وقال «هو فرصة للشباب السعودي ليعرفوا العالم وليعرفهم العالم».