خليل الشريف

لا يأس مع الحياة

الاحد - 26 مارس 2017

Sun - 26 Mar 2017

يمكن القول إن المشكلات تتفاقم أو تتلاشى وفق أكثر السلوكيات تأثيرا على الإنسان وهو سلوك اليأس! فاليأس يجعل حتى الحلول البسيطة والممكنة عقبات كارثية، وأشغالا شاقة، ومخاطر لا قبل لها. وهو يخلق ردات فعل تظهر الإنسان في مظهر لا يليق بكرامته ولا عزته اللتين منحهما وميزه الله بهما عن سائر خلقه. كما أنه يشير بوضوح إلى مستوى الإيمان في القلب. إن قلب المؤمن لا يعرف اليأس وهو منشرح يتقد بالعزم والاتكال على قدرة الله التي لا تقف أمامها قدرة، وكرم الله الذي لا يضاهيه كرم.

إن النفوس القوية تدرك التفاؤل والعزم والشجاعة وتستنهض ذلك كله في مشاعرها عند أحلك الظروف وأقساها، والنفوس الضعيفة تدرك اليأس والإحباط ويتغشى سلوكها عند أعظم الفرص وأجزلها.

يأتي اليأس كترجمة ختامية للإحباط، للفشل، للتجارب القاسية، للصدمات المفاجئة، للمخاوف التي يعجز العقل عن نسيانها، للطرق والأبواب المسدودة. ولكن أمام هذا كله يمكننا أن ندرك بيقين لا يعوزه الشك أن الحياة كما يقف على جنباتها الألم يفاجئنا بين فترة وأخرى، فإن ذلك الطريق الممتد لها يأخذنا أيضا لفرص لا متناهية ولا محدودة، كبيرة وعظيمة ومليئة بالفرح والنجاح. وأن الأيام كما تخبئ لنا المشكلات الجسام فهي في الوقت ذاته تفتح أشرعتها لنبحر في بحرها الذي لا حدود له، ولا شيء فيه يعوق مرمى البصر.

إن الإنسان لم يخلق حتى ييأس، فاليأس حالة شاذة وطارئة في وجوده، ووجوده يعني مسؤوليته، ومسؤوليته تعني أهميته، وأهميته تعني قوته وعزته وعزمه، ومتى ما كان اليأس موجودا كانت الحياة غير موجودة، فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.