عبدالله المزهر

الماء والخضرة والجركل الفارغ!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 26 مارس 2017

Sun - 26 Mar 2017

وأما باب ما جاء في عبوات الماء البلاستيكية الفارغة التي علقت في أبها، ففيه حديث كثير وكانت محل خلاف بين فقهاء الجراكل.



وهذا الحديث الكثير دليل على نجاح الفكرة كمبدأ، فالفكرة كانت لفت الانتباه إلى التلوث البيئي التي تسببه عبوات البلاستيك الفارغة. لكن المشكلة التي شوهت نجاح الفكرة تكمن في نقطتين، أولاهما أن التنفيذ لم يكن جيدا، ولم يكن فيه أي ملمح إبداعي، وثانيهما ـ وهي الأهم ـ هو أن الناس لا يتأثرون ولن يهتموا حتى لو صنعت لهم شوارع من البلاستيك، ولا أتخيل أن أحدا مر من شارع الجراكل ثم وقف متأثرا حزينا على كوكب الأرض الذي يخنقه البلاستيك.



ما تعانيه أبها خصوصا، ومنطقة عسير بشكل عام، التحديد من «التلوث البلاستيكي» أكبر من أن يحل بتعليق علبة ماء في الشارع.



حين تسير في «ممشى الضباب» ـ على سبيل المثال ليس إلا ـ وهو أحد أجمل الأماكن في أبها، حاول أن تتجنب النظر إلى أسفل الممشى، لأنك إن فعلت ذلك فستتكفل مقبرة البلاستيك والنفايات التي ستشاهدها بقتل كل معنى للجمال يمثله ذلك المكان.



وقد قلت سابقا ـ وفقني الله ـ بأن بداية حل المشكلة في كوكب الأرض تبدأ من متنزهات عسير، لأني أظن أن أكبر كمية من البلاستيك في مكان واحد معلقة بأغصان أشجار تلك الديار.



جولة واحدة فقط لمدة يوم في غابات ومتنزهات الجنوب تكشف كميات من المخلفات البلاستيكية يمكن إعادة تدوريها وصناعة كوكب مجاور للأرض مصنوع من البلاستيك حتى يلجأ إليه البشر حين تلفظهم الأرض، وتقرر التخلص منهم كأكثر الكائنات المؤذية لنفسها وللبيئة ولغيرها من الكائنات الحية والميتة!



وعلى أي حال..

الإنسان كائن لا ينضبط إلا بالقانون، ولا يكترث غالبا بأي شيء آخر، وأظن أن تقنين استخدام البلاستيك، والعقاب الرادع لملوثي البيئة أشياء ستكون أكثر نجاعة من تعليق العبوات الفارغة في شوارع أبها، والتي أرجو ألا يكون مصير تلك العبوات هي الأخرى أن «تكب» في أحد المتنزهات لتخنق أشجارها بعد انتهاء فترة تعليقها في الشوارع.



[email protected]