هل أندية (الديون) أقوى من أرامكو؟!

بعد النسيان
بعد النسيان

السبت - 25 مارس 2017

Sat - 25 Mar 2017

مهما اعترض كثير من الخبراء الاقتصاديين، والمحللين الماليين على خصخصة عملاقنا الكوني (أرامكو) من حيث المبدأ؛ فإن طرح (5%) منها للاكتتاب سيدفعها إلى مزيد من الشفافية وما بعدها؛ ليس في التعاطي مع الإعلام الداخلي الهاوي «اسم الله على الشفافية»؛ بل للإعلام الخارجي المحترف فقط! وإلى هذه اللحظة، كل التصريحات (المهمة) منذ ما يزيد على العام الطام؛ إنما تترجمها وسائل الإعلام المحلية ـ وفي مقدمتها (واس) ـ عن وكالات الإعلام الأجنبية المحترمة!



ومن آخر أخبار الخصخصة: السماح للمستثمر الأجنبي بالمنافسة على (الهبرة) التي تقدرها بيوت الخبرة (العالمية) بـ(375) مليار ريال!! وهو أمر بدهي بما أن الشركة قررت طرح النسبة المقررة في (4) أسواق ـ ولكي تبدو فاهمًا الطبخة قل (بورصات) وبالعربية الفصحى: (بُرَص) جمع (بُرْصة)!!ـ عالمية، أشهرها سوق.. عفوًا.. بُرصة (نيو يورك)؛ حيث نقلت (رويترز) عن قناة (فوكس نيوز) عن وزير الخارجية السعودية: «أن النقاشات الجادة توشك على النهاية لتكون (نيو يورك) في (2018) إحدى تلك الأسواق»!



ولا أظننا بحاجة إلى إزعاج أستاذنا (جميل فارسي) كاتب (الذهب والألماس)؛ لنستنتج أن محور تلك النقاشات هو شروط (البُرصة) العالمية لكي تقبل طرح حصة (أرامكو) فيها، وأن موقفنا لن يتعدى (فصَّلي يا نيو يورك وأرامكو تلبس)!!



ونحن الكسبانون طبعًا؛ لتكون الهبرة مغرية عالميًا؛ ولكن تخيلوا لو أننا جعلناها حكرًا على المستثمر الوطني السعودي؛ كما تنوي (هيئة الرياضة) بمشروع خصخصة الأندية السعودية، وتحويل فرق (المتردية)، و(النطيحة)، وما أكل (التبن) إلى شركات خاصة ماصة؟



وإذا علمت أن (البُرصة) المحلية متاحة للمستثمر الأجنبي؛ حسب السياسات المالية العالمية التي تعتمد الديون جزءًا من القيمة السوقية... عفوًا.. إنما الأمم الأخلاق.. القيمة (البُرصية)! فهل تعي (هيئة الرياضة) أنها بذلك تخالف أنظمة دولة الـ(فيفا) وتضع رأس الرياضة السعودية تحت مقصلة التجميد؛ لتدخل الجهات الرسمية (سلبيًا) في اللعبة، وما دولة (الكويت) الشقيقة منا ببعيد؟؟



ومن تتوقع أن يستثمر في هذه الخصخصة المخصوصة، غير أولئك الذين أثقلوا خزينة الدولة بالديون، ودمروا كرة القدم السعودية؛ فبعد أن كنّا شيوخ (حارة آسيا) أصبحنا نخرج عن وقارنا ونقف فرحًا بهدف في (تايلند) من ضربة جزاء (جحفلها) الحكم؟



نهايته.. مهما اختلفنا على خصخصتها تظل (أرامكو) شركة عالمية محترفة! ومهما كافأناه باسم الوطن يظل الفكر الإداري الرياضي محليًا (هاويًا)!



[email protected]