صالح العبدالرحمن التويجري

من يستطيع اللحاق بهذا الفارس

السبت - 25 مارس 2017

Sat - 25 Mar 2017

الإنسان مجبول على حب المال غير أن المال من زينة الحياة الدنيا (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطر المقنطرة من الذهب والفضة)، وديننا الحنيف يأمر ويحض على فعل الخير قال (وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربى لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين)، وقال (إنما الصدقات للفقراء والمساكين)، وفى الحديث (اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا).

قبل أيام، قرأت خبرا يقول أطلقت مؤسسة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للتنمية الإنسانية مبادرة (بسمة حياة) لمرضى السرطان من الأطفال وأسرهم بهدف رعايتهم من خلال طرح برامج ومشاريع توعوية لهم تعنى بتثقيفهم وتوعيتهم وأسرهم بتداعيات المرض وطرق مواجهتها، وكذا تلبية احتياجاتهم وتهيئة البيئة المناسبة للتفاعل مع الآثار المترتبة على هذا المرض.. إلخ فجزاك الله خيرا وضاعف لك الأجر والمثوبة يا سمو الأمير.

حقيقة إن هذا الخبر عن تلك المبادرة أسعدني كثيرا وأيقنت أن وطننا لا يزال بخير، وأن هناك من يبذلون للمحتاج ويعطفون على المريض، وهذا هو ما دفعني إلى أن أستعرض البعض من مبادرات وأفعال سموه الخيرية وعلى رأسها جامعة الأمير محمد بن فهد – مشروع (معرفة) العالمي لنقل المعرفة من خلال ترجمة أفضل الكتب إلى العربية وبالعكس، وإطلاق مؤسسة سموه العالمية للعمل الإنساني، وموقعه الالكتروني لتنمية الشباب، وبرنامج المنح الدراسية محليا وعربيا، وإنشاء نادي رؤية لتأهيل المكفوفين لسوق العمل، وبناء وحدات سكنية بعوامية القطيف، وتسليم 295 وحدة سكنية لمستحقيها بالدمام، ومشروع ترميم منازل المحتاجين على مستوى المملكة، وأخيرا هناك 15 مبادرة إنسانية محلية وعالمية ستطرحها مؤسسة سموه للتنمية الإنسانية ومؤسسته العالمية، صرح بذلك الدكتور عيسى الأنصاري الأمين العام للمؤسسة، هذا إضافة إلى أن هناك مشاريع ومبادرات قصر فهمي عن ذكرها، والذي أريد أن أقوله لسموه: ابشر يا سمو الأمير فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وقال سبحانه (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها)، وفي الحديث ما للإنسان إلا ما أكل ولبس وتصدق، وفي الآخر يتبع الميت إلى قبره ثلاثة (عمله وأهله وماله، ثم يرجع المال والأهل ويبقى العمل)، وعن عبدالله بن مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) وها أنت يا سمو الأمير قد أهلكت مالك في سبل الخير ومنحك الله الحكمة فعرفت كيف تستعمل ما أعطاك من المال.

أما ما أريد قوله لحراس الأموال أصحاب الملايين والمليارات هلموا لتلحقوا بهذا الفارس، انتهزوا فرصة حياتكم وصحتكم وانفعوا أنفسكم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

أقسم لكم بالله أن أي واحد منكم لن يأخذ معه بقبره ريالا واحدا، وإن أخذه فسيذوب في قبره كما يذوب لحمه حينما تشربه الأرض ثم تلفظه يوم ينفخ في الصور والاستعداد للحساب فينتصب قائما عاريا حافيا. أكرر انفعوا أنفسكم قبل أن يأتي اليوم الذي يتقاسم فيه ورثتكم أموالكم بلا موافقة منكم، فهناك الفقراء المحتاجون للأكل والشرب، وهناك المحتاجون لبيوت تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، وهناك المرضى المحتاجون للعلاج، وهناك وهناك.. فاللهم أعطنا من خيراتك التي لا تنفد، وانفعنا بما تعطينا يا حي ويا قيوم. وختاما، هل سنرى في يوم ما من ينافس هذا الفارس في أفعال الخير؟ أتمنى أن يكونوا كثرا.. وإلى الله المصير.. وبالله التوفيق.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال