عبدالله المزهر

ماذا فعلت بكم الصحوة؟!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 25 مارس 2017

Sat - 25 Mar 2017

قبل أن أبدأ في حديثي الشائق عن «الصحوة الإسلامية» فلا بد من الإشارة إلى أن «الصحو» يكون بعد السكر أو بعد الغيم، وليس بعد النوم، فالذي يأتي بعد النوم هو اليقظة.



ولذلك فالأمة الإسلامية يفترض أنها كانت إما سكرانة أو سماؤها ملبدة بالغيوم مما أدى إلى «تعليق الدين» حسب وجهة نظر المناصرين والمؤيدين لذلك الحراك، أما المناوئون له والكارهون له فإنهم يقولون إن الصحوة كانت هي الغيم الذي أدى إلى «تعليق الحياة».



والتطرف الحاد بالنظر إلى الصحوة مرده إلى أن الحديث عنها يسير على حسب الطريقة التي تعشقها التيارات الفكرية ـ إن صحت التسمية ـ في السعودية، وهي طريقة المدرج، وانصر فريقك ظالما أو مظلوما.



التطرف هو أن يتم تصوير الصحوة على أنها آلة زمن، بعضهم يقول إنها أعادت المجتمع من العالم الأول إلى الجاهلية الأولى، والبعض الآخر يقول بأنها حملت المجتمع من الجاهلية الأولى إلى عصر المدينة المحمدية.



وقليل جدا من ينقد تلك المرحلة نقدا حقيقيا لا تحكمه عين الرضا ولا عين السخط. ولذلك فإن الملاقيف الذين لا رأي لهم ـ أمثالي ـ والذين يريدون أن يبحثوا عن شيء حقيقي يبنون عليه آراءهم سيجدون صعوبة في فهم تلك الحقبة من الزمن.



والحقيقة أن الجهل ليس أمرا سيئا ـ كما تعلمون ـ فقد يؤدي فهم الأشياء على حقيقتها إلى «ورطة» حقيقية يصبح الفكاك منها صعبا.

صحيح أن البقاء في المنطقة الرمادية التي لا رأي فيها أمر مريح، ولكن الأسئلة مؤذية كطنين البعوض، والإجابات قد تكون علاجا فاعلا وطاردا لها.

وعلى أي حال..



أظن ـ والله أعلم ـ أن الصحوة منتج حكومي استخدم حين كان من المفيد استخدامه، وتم سحبه من السوق بعد أن ظهرت منتجات أخرى قد تكون أكثر فائدة للمستهلك والمنتج. ولكن الجميل في الأمر أني لست واثقا من ظنوني، وهذا ما يجعلني أظن ظنا آخر بأن «الشك» هو المنتج الجديد.