إشاعة حصرية

الجمعة - 24 مارس 2017

Fri - 24 Mar 2017

في عددها الصادر بتاريخ 10/3/2017 نشرت صحيفة مكة خبرا يقول «خبر انفجار الطائرة الإندونيسية يعرض صحيفة سعودية للمقاضاة».

وفي تفاصيل الخبر بحسب الصحيفة فإن الخبر مفبرك من صحيفة أسترالية، وهو ما دعا السفارة السعودية في إندونيسيا إلى التفكير في مقاضاة تلك الصحيفة.

وقبل ذلك بأشهر نشر موقع الكتروني محسوب على صحيفة رسمية عريقة خبرا يقول»اعتداء على منزل وسيارة الإعلامي...».

وقال في معرض الخبر إن هناك احتمالية وجود شبهة جنائية، وهو ما نفته مصادر وشهود عيان بحسب صحيفة سبق في نفس اليوم، وأوضحت أن ما حدث هو حادث تصادم بين سيارتين، مما أدى إلى انحراف إحداهما لترتطم بباب المنزل، وبسيارة السائق الخاص لذلك الإعلامي، والتي كانت تقف أمام المنزل، وهو ما أظهرته كاميرات المراقبة المثبتة على سور المنزل لذلك الإعلامي.

لم يعد نشر الأخبار المصطنعة أو الملفقة أو غير الدقيقة في الصحف الالكترونية أو المحسوبة على صحف رسمية حدثا نادرا في السياق الالكتروني، أو ظاهرة طارئة على مسرح التعاطي الإعلامي في فضائنا الالكتروني، بل حديث مجالس يستحث الترويج للأكاذيب، ويذكي جذوة الخوض فيها، مستند يحتفظ بالأغلاط والمغالطات، يختزل في رابط الخبر في الصحيفة، وجناية على الحقيقة، وانتهاك لنقاء الحق بعد أن أشغل بعض القائمين عليها السبق الصحفي على حساب تحري المصداقية واستقصاء الخبر والبحث عن مصادره والتأكد من صحته، على اعتبار أن مهنة المتاعب محترفة محترمة ترفل في فضاء السمو، لا أن يدخلها متمرسو تقنية القص ومبتدعو تكنولوجيا اللصق.

كل هذا العبث يضع التساؤل الملح عن دور الجهات الرقابية في وزارة الإعلام تجاه هذه التجاوزات لكبح جماح المتجاوزين، حتى لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه، وحتى لا تصبح صحافتنا الالكترونية صفحات واتس اب.

هذه الإشاعات تبرز الآلاف من علامات الاستفهام المقرونة بالاستهجان حيال ما يقوم به حديث عهد بصحافة لم يبلغ الحلم في هذا المجال، وأصبح جل همه أن يلقب بإعلامي كتعوذية للبريستيج والوجاهة، مقحما نفسه في محيط يسكنه عمالقة يحفل تاريخهم الطويل بإنجازات لم يبلغ هو عشر المعشار منها.

ارتدى ثيابا فضفاضة لا تناسب المقام الذي وضع نفسه فيه حتى أصبح يثير الشفقة ويبعث على عدم تصديق إشاعاته الحصرية مرة أخرى.