عبدالله المزهر

الله يهب لنا ولكم!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 23 مارس 2017

Thu - 23 Mar 2017

هذا الأسبوع الذي ولى كان مليئا بالأيام العالمية للأشياء، مثل اليوم العالمي للسعادة وعيد الأم، واليوم العالمي للشعر ويوم المياه والغابات والأشجار وغيرها.



ولست ضد هذه الأعياد بالطبع ولكني فقط أريد تدارك الأمر واقتراح «اليوم العالمي الذي ليس لأي شيء»، ويمكن تسميته عيد اللاشيء، أو يوم اللاشيء حتى لا ندخل في إشكالية المصطلحات والبدع التي تصبح مباحات بمجرد أن يتغير اسمها دون أن يتغير في جوهرها شيء.



وأظن أن من حق أي مخلوق أن يحتفل بأي شيء يجعله أكثر سعادة، حتى وإن كانت سعادته تلك مجرد كلمات يكتبها لأمه التي لا تقرأ ولا تكتب على صفحته في مواقع التواصل، صحيح أنها سعادة وهمية و«بر مشوه»، لكن هذا لا يضر، فهذا عصر يتقبل برحابة صدر كل شيء وهمي ومشوه.



وقد حاولت أن أبدو متحضرا واتصلت بوالدتي أطال الله في عمرها، بحكم أنه ليس لديها حساب في تويتر لتقرأ تغريداتي عن الأم، وقلت لها: كل عام وأنت بخير يا أمي، فسكتت قليلا ثم قالت «الله يهب لنا ولك»، وهي عبارة تستخدم للدلالة على نقص عقل من توجه له.

والسعادة بالسعادة تذكر..



وبما أن يوم السعادة كان من ضمن أيام هذا الأسبوع فلعله من المناسب التعبير عن بالغ القلق من تراجع السعودية من المركز الثاني إلى الثالث في قائمة أكثر الدول العربية سعادة، ومع أني ما زلت لا أعلم كيف تشعر الدول بالسعادة، وهل هي مثل سعادة الناس أم إن المهم في هذا المقياس هو سعادة الحكومة. وهل سعادة الحكومة يمكن قياسها، وهل الحكومات مثل الناس تقنع نفسها بفكرة «ولست أرى السعادة جمع مال.. ولكن التقي هو السعيد»، وهل سعادة الدول تكمن في جمع المال أم في إنفاقه.



وعلى أي حال..

يوم 21 مارس كان اليوم العالمي للنوم، وهو من الأيام المحببة إلى قلبي، وودت أن العام كله مثل هذا اليوم المبارك، وإن كنت لا أعلم كيف يمكن أن نحتفل به أو من سيتبادل التهاني فيه. وكيف يمكن أن نصنع من أجله أغنيات يخلدها تاريخ النائمين.



[email protected]