أحمد صالح حلبي

أنقول شكرا لخطوطنا السعودية

الخميس - 23 مارس 2017

Thu - 23 Mar 2017

منذ سنوات مضت ونحن نتحدث عن سلبيات الخطوط الجوية العربية السعودية وما يعانيه الركاب على رحلاتها، سواء كان ذلك أرضيا أو جويا، حتى ظننا حينها أن هذا الناقل الجوي ليس سعودي الهوية، أو أن هدف الخطوط وموظفيها ليس خدمة الركاب وخروجهم بانطباع حسن عن أدائها، بقدر ما هو الحصول على عائد مالي ومرتبات وعلاوات.



وظل هاجس البعد عن استخدام الخطوط السعودية ملازما لكثيرين، مما جعلهم يبتعدون عن استخدامها في رحلاتهم الجوية خاصة الدولية منها، ولعل السبب في ذلك ما كانوا يعانونه من جفوة التعامل، وكنت واحدا من الذين وقعوا في معاناة ومشاكل الخطوط السعودية قبل سنوات مضت فقررت منذ ذلك الحين الابتعاد عن استخدامها في رحلاتي الخارجية، ورغم أن الابتعاد عنها استمر سنوات، إلا أن الأقدار شاءت أن تكون لي عودة مع هذه الخطوط، وإن كانت عودة المضطر، لكنها جاءت لتظهر الصورة الإيجابية وتمحي الصورة السلبية عن الخطوط السعودية التي ترسخت بذهني كما ترسخت بذهن الكثيرين، بعد أن لاحظت تغيرا واضحا في أسلوب التعامل والخدمة.



وفي رحلة عودتي من إسطنبول مؤخرا إلى جدة يوم 19 مارس الحالي، وجدت أفرادا لا يستحقون الشكر على عملهم المقدم بقدر ما يستحقون التقدير والثناء والتشجيع على الاستمرار في مثل هذا الأداء، سواء كانوا من العاملين في الخدمات الأرضية بمطار أتاتورك بإسطنبول أو الملاحين الجويين.

وما آمله أن يستمر أداء الخطوط السعودية على هذا المنوال وأن تسعى لبلورة تطورها ورقي خدماتها من خلال إيجاد شخص يتحدث اللغة العربية، يكون متواجدا بالقرب من الكوانترات في مطار أتاتورك بإسطنبول لحل أي إشكال يواجه بعض الركاب، خاصة وأن نسبة كبيرة من الركاب من السعوديين وجلهم لا يتحدث اللغة التركية وحتى الإنجليزية.



وإن رغبت خطوطنا السعودية في تحسين أدائها بشكل يرضي قياداتها قبل عملائها، فعليها العمل على دراسة المقترحات التي يطرحها العملاء، خاصة وأنها سعت لطرح استبيان يتناول مستوى الملاحين والخدمة على الطائرة، بهدف العمل على إرضاء العملاء والوصول إلى الأفضل، فتطوير أي عمل لا يكون إلا من خلال معرفة رأي العملاء بشكل واضح.



وإن كان من السهل توجيه كلمات النقد باعتباره حقا مشروعا للشخص، فمن الواجب أن نوجه الشكر والتقدير لكل من ساهم في تطوير ورقي العمل، وعلى الخطوط السعودية أن تدرك بأن ما تعرضت له من نقد من البعض إنما كان بهدف العمل للأفضل، وأن ثمار ذلك أينعت وبتنا اليوم نفخر بوجود هذا الناقل الجوي، الذي حول نظرتنا السلبية إلى نظرة إيجابية، جعلت السعوديين قبل غيرهم يصرون على الاقتراب منها ووضعها كخيار أول أمامهم في كل رحلة دولية.



وأن هناك أناسا جعلوا هدفهم العمل على تصحيح الأخطاء وتقبل الانتقادات للوصول إلى الأفضل، فعلينا ألا نكون متشائمين ناقدين لخطوطنا السعودية لحاجة في النفس، ولا بد من تحكيم العقل ومقارنة الماضي بالحاضر، والالتزام بالحياد في التعامل دون البحث عن مصلحة خاصة.