آلاء لبني

تقصي حمى الضنك

الخميس - 23 مارس 2017

Thu - 23 Mar 2017

حمى الضنك مرض خطورته تكمن في صعوبة تشخيصه في المراحل المبكرة وعدم وجود علاج محدد له ولقاح خاص به، مما يجعل الوقاية خيرا من قنطار علاج كأفضل السبل المتبعة للنجاة منه، خبر ارتفاع إصابات حمى الضنك في جدة إلى 500 إصابة في 70 يوما، خبر يدل على فشل الجهود المبذولة في مكافحة البعوض الناقل للمرض، خلال السنوات الماضية ظلت تلك (الناموسة) مشكلة عصية وقد أتعبت الخبراء والميزانيات! وما زالت تلك البعوضة تصول وتجول مع كل موسم أمطار، لتثبت أنها أكثر ذكاء من البشر! ومن الحلول الوقتية، ومن الخدمات البلدية وإدارة النظافة وجهاز إدارة المراقبة! وأيا كانت الأسباب سواء كان ضعف المكافحة أو الطرق المعتمدة وآلية الرش..إلخ، فقد انتصرت البعوضة على ثلاث وزارات ربما تستعين أمانة جدة بشركة أجنبية تتولى مراقبة أحيائها وتقديم جائزة لأفضل عمدة عن نظافة الحي!

هل جدة فقط ضمن الخطر؟ أم إن هناك مدنا أخرى؟ كمدينة مكة خصوصا مع قرب موسم رمضان.

في النهاية أعلنت الحرب بالحملات التوعوية وآلاف المطويات وحملة (# جدة _عروس _بدون _ناموس) و(عينك عليها للحد من تكاثرها)، ولا أعلم أي عين على تلك الناموسة لتميزها عن غيرها! طبعا المقصود القضاء على أسباب تكاثرها في المنازل ومناطق تجمع مياه، ولكن ماذا عن الشوارع التي دائما ترى فيها تلك التجمعات المائية مع بعض الفئران الكبيرة التي تجوب بعض شوارع جدة الكبرى بكل حرية، المهم ما مدى فاعلية هذه الحملات كلها، أمور تصرف عليها ميزانيات ضخمة ولكن لا تؤدي دورا فعالا في منع انتشار تلك الناموسة بغيضة الذكر.

ليت تلك المبالغ التي سوف تصرف في الأحاديث والحملات الإرشادية توفر لدراسة علمية تشترك فيها ثلاث وزارات وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الصحة، ووزارة البيئة، بهدف الكشف عن سبب انتشار الإصابات في أربعة أحياء تشمل الصفا والحمدانية والبلد والعزيزية، ما هي أسباب التركز؟ هل هناك أماكن تساعد على تجمع المياه والصرف الصحي؟ هل هناك عوامل أخرى غائبة؟ قد يتم الكشف عنها في تلك الأحياء، دراسة الوضع الحالي أولى من آلاف المطويات التي سيكون مستقرها مكب النفايات، البحث والاستقصاء هو الحل، وإذا اتضح أن المشكلة نتيجة تقصير في مكافحة أماكن تجمع المياه الراكدة فحلها عند وزارة البلدية. (والكف عن ترداد عبارة رغم الجهود المبذولة للقضاء على حمى الضنك مع ذلك لم نصل للهدف المنشود!؟)

وحتى تؤمن الجهات المعينة بضرورة البحث والتقصي يتحتم على وزارة البلدية الاهتمام بتقوية خدماتها، ودعم قسم صحة البيئة وجهاز المراقبة، وتطوير أداء الموظفين والاهتمام بالانضباط وبتتبع الفرق الميدانية، الحمل كبير على وزارة البلدية وأماناتها في ضبط المخالفات التي من شأنها الإضرار بالصحة، ولعل المراقبين الصحيين وقسم النظافة من أكثر الأقسام التي تحتاج تكثيف العمل الميداني كما نوعا.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال