عبدالله المزهر

فرعون بدون!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 22 مارس 2017

Wed - 22 Mar 2017

يدور جدل هذه الأيام بين المصريين والسودانيين حول «جنسية» فرعون، وهل هو سوداني أم مصري. وزير الإعلام السوداني يقول إن فرعون الذي كان في عهد موسى عليه السلام هو أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر، بينما ينفي المصريون جملة وتفصيلا أن يكون له أي علاقة بالسودان وأنه مصري الجنسية والمنشأ.



ولا أعلم سر الحرص على جنسية هذا الفرعون تحديدا، ولا أظنه يحتاج إلى سماع رأي السودانيين والمصريين في قضيته المنظورة بين إعلام البلدين هذه الأيام، خاصة وهو الذي قال «أنا ربكم الأعلى» وقال «ما أريكم إلا ما أرى».



ثم إن العالم مليء بالفراعنة العصريين الذين يكفون ويوفون، ولا حاجة للخلاف من أجل فرعون هلك قبل آلاف السنين.



وأظن أن فرعون «حالة»، أكثر من كونه شخصا، والمواطن في وطننا العربي الكبير ميال إلى الإيمان بأهمية وجود فرعون من أي نوع، ويخلق فراعنة كثرا لأنه يؤمن أن «الفرعنة» حل وليست مشكلة، وفرعون في الأرض بعض من تخيلنا.. لو لم نجده عليها لاخترعناه. مع الاعتذار لفرعون الشعر نزار قباني.



وقد لا نكون بعيدين عن هذا الصراع السوداني المصري ففي بحث أعده الدكتور مصطفى وزيري، وهو مسؤول مصري في قطاع الآثار، قال «إن فرعون المذكور في القرآن لم يكن في حقيقة الأمر مصريا بل عربيا من منطقة (عسير) التي تقع حاليا جنوب السعودية، والمصريون أبرياء من القسوة ضد اليهود التي تم ربطها بالفراعنة» أ.هـ.



وبحكم أني من تلك المنطقة فأنا أميل إلى تصديقه، وأعرف أشخاصا يمتلكون كل المؤهلات الفرعونية اللازمة لفكرة «ما أريكم إلا ما أرى». النقطة الوحيدة التي ما زالت تحيرني وتمنعني من الإيمان الكامل بهذه النظرية هي أنني لم أفهم ما الذي دعا فرعون العسيري إلى الهجرة إلى مصر والتنكيل ببني إسرائيل هناك.



وعلى أي حال..



وحسما للجدل فإني أعتقد أن فرعون كان من «البدون»، وهذا ربما يفسر أسباب تنكيل الدول بهذه الفئة من البشر في هذا الزمن، ربما انتقاما من «جدهم الأعلى».