لماذا لا ينام الأطفال ليلا؟

الأربعاء - 22 مارس 2017

Wed - 22 Mar 2017

تحرص الأمهات على أن ينعم أطفالهن بالهدوء والراحة، خاصة خلال النوم، ويشعرن بالقلق حين تمر عليهم ليال كثيرة بلا نوم أو بنوم قليل ومتقطع، ويبدأن بعدها برحلة البحث المضنية عن جواب للسؤال: لماذا طفلي لا ينام ليلا؟



يقول "باول كيلي" الباحث في النوم والساعة البيولوجية في مقاله الذي كتبه في "الجارديان" إننا بحاجة إلى العودة للبداية لمعرفة السر في ذلك، فإن كنت أما فالحمل يجلب تغيرات عدة لك ولحياتك، أما بالنسبة لطفلك فقد كان ذلك بداية للحياة، حيث كان الدليل الوحيد لهم على مدار تسعة أشهر الجينات والبيئة في الرحم.



إن الطفل يتطور بشكل سريع، فشعوره بالوقت يكون عن طريق الإيقاعات داخل الرحم، بما في ذلك ضربات القلب الخاصة بأمه. وكانت لديه أيضا مجموعتان من جينات التوقيت: تضمنت المجموعة الأولى نوم الطفل، وهي مجموعة قوية من الجينات. ففي الواقع كل طفل ينام ولا يمكن لأي مرض أو تجربة تغيير هذه الحقيقة.



المجموعة الثانية من الجينات تخلق شعور الأطفال بالوقت على مدار 24 ساعة، بما في ذلك الاستيقاظ والنوم. الجينات هي بطبيعة الحال شيء من اليانصيب، فعلى الرغم من أن الأم قد يكون لديها معنى واضح للنوم والتوقيت الذي يناسب يومها (وليلتها)، فإن جينات الأطفال هي مزيج من جينات الأم وجينات الزوج أيضا.



فالأطفال مختلفون ولديهم أنماط مختلفة في النوم، وبالتالي فإن فرصة أنماط نومهم سوف تتطابق مع أنماط أمهاتهم، وهي فرصة ضئيلة جدا. وخلال فترة الحمل عايش الطفل إيقاع الليل والنهار، والنوم واليقظة، فقط من خلال والدته.



كما يتم الخلط بين هذه الرسائل في فترة الحمل، لأن أنماط نوم الأم تتغير لأسباب عدة ومختلفة، التغيرات الجسدية وحركات الطفل، والحاجة إلى التبول أكثر في الليل، والتعب وعدم الحصول على قسط كاف من النوم.



وقد يكون هدوء الطفل نابعا من تجربة التحرك لدى الأم خلال النهار، بينما يكون الطفل أكثر نشاطا في الليل عندما تكون حركة الأم شبه منعدمة، وطوال فترة الحمل يساعد نوم الأم الجيد الطفل.



كما نعلم أنه بحلول الأسبوع الـ32 في فترة الحمل فإن الطفل ينام أيضا. وهذا أحد الأسباب التي تحتم أن يكون للنوم أولوية قصوى لكل امرأة حامل.

والسبب الآخر هو أن النوم ضروري للولادة على الرغم من أن الشعور بالتعب أثناء الحمل هو أمر طبيعي، والنساء اللاتي ينمن أقل من ست ساعات كل ليلة، في المتوسط، فإن احتمالية أن يكن عرضة لولادة قيصرية تزيد بمعدل خمس مرات.



عند الولادة تهيمن الحاجة إلى التغذية على عالم الطفل، فالتغذية عمل شاق للطفل، وتؤدي التغذية إلى شعور الطفل بالتعب؛ لذلك ينام الطفل ويرتاح ليتعافى، ثم تأتي الحاجة إلى التغذية مرة أخرى، وغالبا في نمط يمتد لأربع ساعات أو نحو ذلك.



الأطفال ليس لديهم شعور بالليل أو النهار، ويميلون إلى أن تكون لديهم دورات أقصر من 24 ساعة. وذلك لأن أنظمة توقيتاتهم لليوم الذي يمتد على مدار 24 ساعة لم تتشكل بالكامل عند الولادة، ولن تتشكل بالكامل حتى يبلغ الرضيع نحو 2-6 أشهر من العمر.



إذن فالإجابة المختصرة عن السؤال هي: الأطفال لا ينامون طوال الليل لأنهم لا يستطيعون ذلك. فما بين شهرين وستة أشهر ينبغي لنظام التوقيت لدى الطفل أن يتطور حتى يكون لديه أنماط نوم واضحة.



وقد أظهرت الاكتشافات العلمية أخيرا أنه على الرغم من نوم الطفل مثل الكبار، فهو ينقسم إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة، ومرحلة نوم حركة العين غير السريعة، فإن الطفل لديه مرحلة نوم حركة العين السريعة أكثر بكثير من الشخص البالغ.



كما يبدو ذلك ضروريا لتعزيز تعلم الأطفال السريع حول العالم، بما في ذلك فهمهم لليل والنهار. وبالنسبة للطفل، فإن النوم هو أمر حيوي لنمو الدماغ بطرق أخرى أيضا.



فما الذي يمكننا فعله لجعل الأطفال ينامون في الليل؟

هل نسمح لهم بالبكاء أم لا؟

هل تساعد الرضاعة الطبيعية في ذلك؟

كيف يمكننا التأكد بأنهم يشعرون بالأمان؟



الإجابة هي أن معظم نصائح النوم للأطفال الرضع تنطبق على جميع أفراد الأسرة، الفرق هو أن الأطفال يجب أن يتعلموا توقيت الليل والنهار فقط من إشارات البيئة، وأشعة الشمس هي أقوى الإشارات البيئية، لذلك فإن الخروج هو أمر مهم لكل من الطفل وأمه، وكلما كانت غرفة النوم أكثر قتامة، كان ذلك أفضل للنوم.



في المقابل، فإن الشاشات الباعثة للضوء كأجهزة التلفزيون والهواتف أو أجهزة الكمبيوتر المستخدمة قبل النوم، أو أضواء الليل أثناء النوم، ليست فكرة جيدة. كما أن الليل يتميز بانخفاض في درجة الحرارة، لذلك فإن غرف النوم الباردة هي أفضل للنوم.



ومن المهم إنشاء نمط منتظم في الاستيقاظ والذهاب إلى النوم، كما أن حليب الثدي يحتوي على هرمون الميلاتونين، الذي يشير إلى وقت النوم للطفل، تماما كما فعل أثناء الحمل، فإذا كانت الأم ترغب في الرضاعة الطبيعية في الأسابيع الأولى فمن المرجح أن يغفو الطفل لفترات قصيرة أثناء الرضاعة، وعلى الأم الاستمرار في الرضاعة حتى ينتهي الطفل أو يغط في نوم عميق، كما أن على الأم أن تثق بنفسها فالطفل في آخر أمره سيستسلم وينام.