سلاح الشائعة

الثلاثاء - 21 مارس 2017

Tue - 21 Mar 2017

الشائعات سلاح قديم استخدم كوسيلة مؤثرة من وسائل الدعاية السوداء، خاصة في أوقات الحروب، وقد استخدم قادة جانكيز خان المغولي هذه الوسيلة بدهاء للزهو بقواتهم، وإرهاب أعدائهم فكانوا يبعثون بجواسيسهم وعملائهم للعمل في مراكز رئاسات أعدائهم وبين القوافل والتجار لبث الشائعات بأن جيوش الخان مثلها مثل الجراد لا يمكن أن يحصيها العد، وجنوده لا يعرفون إلا الحرب، حتى إن قادتهم يبذلون جهدا لتهدئتهم، بحيث يكون هذا الوصف بأن الفرسان جحافل لا حصر لهم لبث الرعب، ولم تكن بهذه القوة كما ذكر المؤرخون، بل كانت أقل عددا ولكن الشائعات التي روجوها كان لها الدور الأكبر في هزيمة كثير من الدول على أية حال.

كان وراء الفظائع التي اقترفها الألمان في بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى شائعة زعمت أن الألمان أنشؤوا مصنعا لاستخلاص الجلسرين من جثث جنود الحلفاء.

مطلق الشائعة يختلق موضوعا يتضمن جانبا ولو ضئيلا جدا من الحقيقة يكون له أثر فعال في نفوس الناس الذين يوجه لهم الشائعة ويستجيبون لها، حتى لو بتحريض على شخص الهدف منه أقصائي بغض النظر عما يروج ضده من شائعة، فالمجتمع يجب عليه التحقق قبل نشرها على مبدأ الآية الكريمة في قوله تعالى «يا أيها الذين إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين». الآية.

فلا يجب مزج تلك الشائعة ببعض الشوائب من شطحات الخيال حتى إنه ليصعب في بعض الأحيان اكتشاف نواة الوقائع الضئيلة الحقيقية، بل قد تكتشف أنه لا توجد نواة صدق من الوقائع إطلاقا، والواقع أن إسماع الناس بهذه الطريقة الهدف من ورائه إحداث الأثر المعين الذي أطلق بسببه هذه الشائعة لتحقيق الهدف المنشود.