الصحويون بين إنصاف الخارج وتجني الداخل!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الاثنين - 20 مارس 2017

Mon - 20 Mar 2017

كم مرةً في اليوم تسمع أو تقرأ تباكي تماسيح (بني صحيون)، وتشاكيهم من تجني الليبراليين والتغريبيين من عملاء الغرب الصليبي، ومرتادي السفارات من أبناء جلدتنا، مقابل إنصاف الغربيين الصليبيين، ومنسوبي السفارات لهم؟



وما زال (المرياع) يجد من يصدقه حتى لو كرر مشهد (عادل إمام) حين صفع خصمه (بالكف) وأسرع إلى الشرطي يبكي ويقول: شوف المفتري إزاي؟ ضربني بـ(وشُّو) على إيدي يا بيه!!!



ولا يسألون: كيف رأى المنصفون الغربيون من فكرهم (المعتدل) ومنهجهم (المتسامح) ما لم يره (أبناء جلدتهم)؟ وكيف يرى (أبناء جلدتهم) من تنطعهم وتشددهم وتدليسهم وكذبهم ونفاقهم ما لم يشعر به المنصفون من الغرب والشرق؟!



لم يكن مجرد طرح هذا التساؤل بالأمر الهين أو المحمود العواقب قبل (10) سنوات؛ حيث عقد النادي الأدبي بالرياض أولى ندوات (المنبر)؛ التي ظل يديرها الكاتب والإعلامي المعروف (محمد الهويمل)، ثم وثقها النادي في كتاب بالعنوان ذاته، وكان موضوعها عن القنوات الفضائية المسماة بـ(الدينية)، وكان الأخخخخ/ أنا ممثلًا للطرف الذي صنفوه علمانيًا ليبراليًا معاديًا للدين والأخلاق والمجتمع الأفضل في الدنيا والآخرة والبرزخ، قبل أن يتكلم! يكفي أن الطرف المقابل له ممثل للصحوة المباركة!



وحين فنَّدتُ بالمنطق والدليل زيف شعارات الدعوة وخدمة الدين ونشر الإسلام، وأثبتُّ بالأرقام الصادرة من بعض تلك القنوات نفسها أن المسألة استثمار دنيوي لا اعتراض عليه؛ لولا استخدامه البراجماتي للدين الحنيف، وقلت: «لو أن المستثمرين في تلك القنوات يفعلون ما يقولون لاحترمهم العدو قبل الصديق! ولكنهم ـ مثلًا ـ يدجنون الأطفال بأنشودة (أمي ربة بيتِ) وهم يتسابقون على توظيف نسائهم في عدة وظائف»!



فعمد الطرف المقابل إلى الشخصنة ـ كما هي حيلة (الصحاينة) دائمًا ـ وقال: «يبدو أن (رامسفيلد) هو الذي يتحدث وليس رجلًا من (بني جلدتنا)»!!



وضج الحضور ـ وأغلبيتهم الكاسحة من مريديه ـ ولكن ما هي إلا لحظات وإذا به يتحدث عن أيام الدراسة في (أما ريكا) وتواصله مع جيرانه وزملائه بكل الحب والتقدير والتسامح، وكيف أنه يحترم معتقداتهم ويحترمون معتقداته واااا... نحن (بني جلدته) لا يتورعون عن تفسيقنا وتكفيرنا ووصمنا بالتغريبية والماسونية و(الريبرارية)!!!



ولو حاورونا بلغة التسامح واحترام الرأي لرددنا التحية بمثلها! ولو خاطبوا الغرب بما يخاطبون به (أبناء جلدتهم) لما أدار لهم الغرب خده الأيسر!!

وليس هناك إنصاف ولا تجنٍّ، ولكن «كل أخي وجد وما يجد»!!!



[email protected]