أحمد الهلالي

هيئة الترفيه المحجبة!

الاثنين - 20 مارس 2017

Mon - 20 Mar 2017

وأخيرا ولدت هيئة للترفيه، استبشرنا بقرار ولادتها في رجب عام 1437 خيرا، فمن الرائع ألا يضطر بعض المواطنين للسفر خارج البلاد للترويح عن النفس بعد عناء عام من العمل، أو أن يقتطع الموظف جزءا من دوام أسبوعه إلى الإجازة الأسبوعية كل شهر (لينقز) إلى دول الجوار يرى ما حرم من رؤيته في الداخل.



استبشاري بالهيئة بدأ يشعر بالإحباط مما أعلنته الهيئة، ومن ضبابية الرؤية التي لا تزال تلف محياها المرتبك، الذي لا نزال نأمل أن يكون جميلا، ولعل أول ما قدح شرارة الإحباط تردد الهيئة في موضوع (السينما)، ثم تلته رزنامة الهيئة المعلنة، وكأن دور الهيئة لا يتجاوز أن يكون تجميعيا للدور الذي كانت تؤديه الأمانات وإمارات المناطق (لا أكثر)، وما يزيد ضراوة الإحباط أن تتجه قراءة هيئة الترفيه إلى جلب الترفيه من الخارج، وكأن عصرنة الأفكار لا تتأتى إلا بهذا الأسلوب.



يبدو أن خطى هيئة الترفيه سلحفائية جدا ومترددة وخجولة، فموقعها الالكتروني لا يزال يحمل كلمة (قريبا)، وبعض كلمات عن رؤية لم تتضح بعد، يخلو حتى من التبويبات والرسالة والأهداف، مع أني وغيري ننتظر من هيئة الترفيه أن تكون منظما أعلى، وجهة لمنح التصاريح والفسوحات لرجال الأعمال والناشطين والمبدعين لبدء مشاريعهم الترفيهية وفق استراتيجيات واضحة وقوانين محددة، تأخذ في الاعتبار حاجتنا إلى الترفيه ومكونات هويتنا وفي ذات الوقت تبدأ من النموذج العالمي الأعلى لصناعة الترفيه بأفكار عصرية، وتخاطب جميع الشرائح الاجتماعية، فإقامة نشاط في جدة، أو فعالية في الرياض أو في الدمام لا تعني أن الهيئة قدمت شيئا.



إني في غاية الشوق لقراءة عزم الهيئة على افتتاح أو التصريح لافتتاح أكاديميات ومعاهد فنية وإبداعية تستقطب المبدعين السعوديين والمقيمين، وتصقل مواهبهم لتقديمهم إلى سوق العمل الترفيهية العملاقة التي ستنطلق هادرة عقب فسح مشاريع الترفيه، وكذلك عقد شراكات مع الجامعات والجهات التعليمية بشأن المشاركة في دعم المشروع الأكاديمي الذي يعنى بالمواهب سواء على مستوى عمادات شؤون الطلاب أو برامج كليات خدمة المجتمع، أو حتى تأسيس أقسام متخصصة في الشؤون الترفيهية والإبداعية المختلفة.



لسنا بحاجة إلى استضافة الفرق العالمية في جل الفعاليات، ولسنا بحاجة إلى استيراد الترفيه، بل التحدي الأكبر أن يصوغ المجتمع ترفيهه بنفسه، ويستطيع تصديره إلى الآخر بما يحمل هويتنا وإبداعنا، فالقنوات الأجنبية اليوم تتسابق على مقاطع اليوتيوب التي يوقعها شبابنا ومغامرونا، ومسرحنا السعودي وحيد (الجنس) يكتسح مهرجانات المسرح العربي بقوة، وكل هذه الطاقات تحتاج إلى التفاتة جادة لصهرها في منظومة ترفيهية تؤهلنا لأن نقول (لدينا ترفيه من إبداعنا).



[email protected]