العفو ومحاسنه المحمودة

الاحد - 19 مارس 2017

Sun - 19 Mar 2017

العفو معناه التسامح والصفح والتنازل عن الحق، وهو من مكارم الأخلاق، ومن الشيم والقيم الفضيلة، وهو أن يعفو المحسن عن المسيء، وأن يتجاوز عن الزلات والإساءة من المسيء، وإسقاط الحق الثابت مع القدرة على الانتقام. والعفو هو التنازل عن الحق في حالات القتل وسفك الدماء، قد وردت عنه آيات كثيرة في القرآن الكريم، منها ما جاء في الآية 109 من سورة البقرة في قول الله تبارك وتعالى (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره)، وأيضا ما جاء في الآية 237 من سورة البقرة (إن تعفوا أقرب للتقوى)، وفي الآية 134 من سورة آل عمران (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)، وفي الآية 149 من سورة النساء (إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا)، وفي الآية 40 من سورة الشورى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)، وفي الآية 14 من سورة التغابن (وإن تعفو وتصفح وتغفر فإن الله غفور رحيم). هذا ومن الأحاديث الواردة عن العفو حديث جاء فيه (ارحموا ترحموا واعفوا يغفر لكم)، ومن حديث جاء فيه (إن العفو لا يزيد العبد إلا عزا)، ومن حديث جاء فيه (سلوا الله العفو والعافية والمعافاة)، ومن حديث جاء فيه (ما من إمام يعفو عند الغضب إلا عفا الله عنه يوم القيامة).

ومن الأمثال التي قيلت عن العفو (أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة)، وقيل (خير العفو ما كان عند المقدرة)، وقيل (إذا ملكت فأسجح)، والسجاحة أقوى وأعلى من العفو لأنها حسن العفو وقيل (العفو عند المقدرة من شيم الكرام).

ومما قيل من الشعر عن العفو قول الإمام الشافعي رحمه الله:

لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات

وقال المتنبي:

وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا

وقال أبوالعلاء المعري:

إذا عفوت عن الإنسان سيئة فلا تروعه تأنيبا وتقريعا

وقال شاعر:

وإن أولى الورى بالعفو أقدرهم على العقوبة أن يظفر بذي زلل

وهذه الأقوال التي وردت سالفا كانت تتعلق بالعفو والعافين عن الناس الذين يرجى لهم العفو من الله العفو الغفور وهو ولي التوفيق.