صالح العبدالرحمن التويجري

أتحدى السكك الحديدية أن تلاحق المعتدي!

السبت - 18 مارس 2017

Sat - 18 Mar 2017

ذكرت معلومات (الجمعة 11/‏6/‏1438 أن قطار «سار» اصطدم بجمال سائبة، نتيجة قطع سياج الخط الحديدي «على بعد 40 كلم جنوب القصيم»، وسط معلومات أولية عن نجاة جميع الركاب. والسبب تعد على حرم الخط الحديدي وقطع للسياج، مما مكن الجمال السائبة الدخول داخل حرم الخط واصطدام القطار بأحدها، وقد تعهدت السكك الحديدية بملاحقة المعتدين على حرم الخط الحديدي قضائيا---إلخ).

في البداية أقول إياكم أن تقطعوا ذيل الثعلب، وثانيا أتحدى المؤسسة أن تنال من صاحب الجمال شعرة واحدة، هذا إذا تمكنت من معرفته والإمساك به.

وقد يسأل سائل لم كل هذا التحدي يا أيها «الكويتب»؟ فأجيب بأن الحديث عن إرهاب الإبل المسيبة ذو تاريخ طويل، وقد كتب عنها الكثير والكثير وأنا (وأعوذ من كلمة أنا) سبق وأن كتبت عنها ما لا يقل عن عشر مقالات خلال العشرين سنة الماضية في صحفنا المحلية (صحيفة مكة – الجزيرة- الرياض- عكاظ)، لأنني حينما أرى حادثا من هذا النوع أحس بالألم والجرح العميق الذي أصاب كثيرا من الأسر، ومن الآباء والأمهات والأطفال، فكم من امرأة ترملت، وكم من طفل تيتم، وكم من رجل فقدته أسرته، وكم من شاب ضحت به تلك الإبل، كل هذا وبدون عوض، ولا حس ولا خبر عن متابعة تلك الإبل المسيبة ومحاسبة أصحابها، والسبب غير خفي، على الرغم من تشديد رجل الأمن والسلامة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله رحمة واسعة، حينما أصدر أوامره للمحافظين ورؤساء المراكز بضرورة تسجيل جميع الإبل، وبعناوين واضحة لأصحابها، وربط الأحزمة الفسفورية عليها، وحتى اليوم لم يتغير شيء.

والأمر لا يقف عند هذا الحد بل تعدت الأخطار ذلك حينما «تقالت» تلك الإبل عدد الضحايا عبر الطرق البرية، فأرادت أن تجرب الضحايا بالكوم، وذلك باعتراضها القطارات التي تحمل ليس عشرات بل مئات الركاب، فبتاريخ 24/‏4/‏2013م اصطدم قطار متجه من الرياض إلى الأحساء بجمل سائب تسبب بتلفيات كبيرة بمقدمة القطار، ولحسن الحظ لم يصب أي من الركاب بأذى، تلى هذا الحادث آخر، فبتاريخ 4/‏4/‏2014م نشرت الرياض خبرا عن اصطدام القطار المتجه من الدمام إلى الرياض بجمال سائبة، نتجت عن ذلك أضرار لحقت بالقطار، والمؤسسة تتوعد بمحاسبة وبمقاضاة صاحب الجمال، والحمد لله على سلامة الركاب. أما الجمعة قبل الماضي فقد اعترضت تلك الإبل قطارنا (سار) بعد خروجه من القصيم بركابه، وفي أول رحلاته التجريبية، ولكن الله سلم.

زبدة القول إلى متى سيستمر هذا المسلسل المؤلم؟ ولم لا ينفذ أمر والدنا الأمير نايف، رحمه الله، لحفظ النفوس من هذا الإرهاب المؤلم لكل فئات المجتمع؟، لذا أؤكد التحدي لمؤسسة السكك الحديدية أن تمسك بصاحب الإبل وتقاضيه، وحسب علمي لن تستطيع تنفيذ وعودها، ولن يكتفي صاحب الإبل بتسييب إبله، بل سيسارع إلى إزالة الوسم من تلك التي اعترضت خلق الله، دون أن ينظر إلى ضحاياه القتيل منهم والجريح، بل هو من يقطع السياج لها لتعبر من خلاله إلى الجانب الآخر من الطريق، لأنه يستبعد عبورها من الطرق المخصصة للعبور. والأهم هنا هو أنني أتوجه إلى نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، حفظه الله، ليوجه الجهات المسؤولة بمتابعة تلك الإبل التي لا يختلف فعلها عن ألغام الحوثيين التي زرعوها في كل مكان من اليمن، فأهلكوا من أهلكوا من بنى جلدتهم بلا ذنوب اقترفوها.

أتمنى أن يصل صوتي وندائي وأملي إلى سموه للقضاء على هذه الآفة التي تحصد «حتى اليوم» الأرواح جماعات وفرادى بلا هوادة.. والأمر لله.

الأكثر قراءة