من خطب الجمعة

السبت - 18 مارس 2017

Sat - 18 Mar 2017

u0645u0635u0644u0648u0646 u0641u064a u0627u0644u062du0631u0645 u0623u0645u0633 (u0648u0627u0633)
مصلون في الحرم أمس (واس)
نار العداوة

«آيات الكتاب الحكيم تذكرنا أن الاستمساك بدين الله والاستقامة على منهجه واتباع رضوانه وتحكيم شرعه لا يقتصر أثرها على الحظوة بالسعادة في الآخرة فحسب، بل يضمن كذلك التمتع بالحياة الطيبة في الدنيا بطمأنينة القلب وسكون النفس وبلوغ الأمل وتلك سنة من سنن الله في عباده لا تتخلف ولا تتبدل، فحين تكون حيدة الخلق عن دين الله والجفوة بينهم وبين ربهم بالإعراض عن صراطه ومخالفة منهجه والصد عن سبيله يقع الخلل ويثور الاضطراب المفضي إلى شر عظيم وفساد كبير عانت من ويلاته الأمم من قبلنا، فحل الخصام بينهم واشتعلت نار العداوة والبغضاء بعد ما كانت المحبة والألفة تظلهم، وهو خلل يتجاوز أثره وتتسع دائرته فتعم الأرض كلها، ذلك أن الصلة وثيقة بين هذه الأرض وبين ما نعمرها به وما نقدم عليه من أعمال، وأن المؤمن حين يقف على مفترق طرق وحين تعرض عليه شتى المناهج لا تعتريه حيرة ولا يخالجه شك في أن منهج ربه الأعلى وطريقه هو سبيل النجاة وطريق السعادة في حياته الدنيا وفي الآخرة».



أسامة خياط - الحرم المكي



تحقيق التقوى

«إن هذه الحياة الفانية مليئة بالمصاعب والمتاعب، وإن الأصل العظيم للخروج من مصاعب هذه الحياة والخلاص من همومها يكون في تحقيق التقوى سرا وجهرا، والرجوع إليه والإنابة لجنبه ليلا ونهارا، والتفرغ لعظمته والانكسار له في الضراء والسراء، ومن صور هذا الانكسار والتضرع والاستسلام لله جل وعلا ما أرشد إليه صلى الله عليه وسلم جملة من الصحابة وأوصاهم به قلبا وقالبا، قولا وفعلا، سلوكا وحالا، فلقد أرشد أبا موسى رضي الله عنه بقوله له «قل لاحول ولا قوة إلا بالله فإنه كنز من كنوز الجنة». ومن أسباب تفريج الكروب وإزالة الهموم أن الإنسان متى استبطأ الفرج وأيس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة، فعليه أن يرجع إلى نفسه باللائمة ويحدث عن ذلك توبة صادقة، وأوبة إلى الله مخلصة وانكسار للمولى واعتراف له بأنه أهل لما نزل به من البلاء، وأنه ليس بأهل لإجابة الدعاء وإنما يرجو رحمة ربه ويطلب عفوه».



حسين آل الشيخ - الحرم النبوي