فايع آل مشيرة عسيري

أبو خالد لتسديد القروض!

الخميس - 16 مارس 2017

Thu - 16 Mar 2017

لا تكاد تخطو خطوة، ولا تعطس، ولا تتثاءب، ولا تلتفت يمنة أو يسرة إلا وتقابلك ملصقات «تسديد القروض» المتناثرة في كل مكان، «بيت بيت زنقة زنقة»، حتى تظن أنها تغريدة «تويترية» متوترة تطاردك حتى في أحلامك، والطريف أن «صرافات البنوك الآلية» داخل مدننا وخارجها على الطرق السريعة تراها صامدة ومناضلة وقد توشحت بتلك الملصقات المغرية، وكأنها مصابة «بحصبة جشع» واستغلال وتوريط عميل أو سيد أو شيخ شمل أو شيخ مال أو مواطن محتاج أو كل ما سبق!

بكل مصطلحات التعددية والمراوغة والضغوط اليومية ناهيك عن تحذيراتها وعقوبات من يتخذ من صرافاتها دعاية لشركاته!

وما زالت الدعايات جارية، وما زالت جوالات أبو خالد وأبو عبدالرحمن وأبو عبدالله طعما جاثما ينتظر مسكينا، ولعلها الحاجة «والله يقطع الحاجة» من دفعت بهذا المحتاج كي يفقده بنفسه دفعة واحدة دون تفكير في شباك مستثمر يدير «شركة النصب والاحتيال» لتسديد القروض البنكية، علما بأن رأسمالها واستمرارها قائمان على هذا المواطن الدرويش الغلبان وما أكثرها!

فهي بوصلة تحدد وجهة بنك جديد «.. ويا بنك.. خبرني عن أمر المعاناة»، والحقيقة التي يجب أن نؤمن بها أن تلك الملصقات الدعائية، الجانبية منها والمقلوبة والنطيحة والمتردية والمليئة بالأخطاء الإملائية واللغوية - ليست قضية عندهم - هي مغرية في عرضها في شكلها وفي سرعة إنجازها و»السيولة في حسابك»، ولعل هناك بين ظهرانينا كثيرين ممن يندفعون وراء كل هذه الإغراءات المتشدقة بكل وسائل الإغواء والشراسة الحقيقية التي تلبس ثوب الإصلاح الاجتماعي ولكنها مصابة بداء الزيف والتدليس والكذب الفاضح!

فمنهم من يكون مرتبه الوظيفي لا يلبي كل الحاجات في ظل هذا الغلاء الفاحش فيعالج دينا بدين آخر قد أثقل كاهله فيزيد الطين بلة، ومعاناة جديدة في رحلة طويلة لا يعلم كيف ستكون نهايتها والخروج منها!

وهناك من تجرفه الوجاهة الاجتماعية الكاذبة بمعنى «فشخرة زايدة» فيكلف نفسه «ما تطيق وربما ما لا تطيق حراكا»!

كل هذا في سبيل مطاردة موضات وقتية متلاحقة لم ولن تنتهي!

وهناك من يغامر بلعبة خطيرة فيما تعرف «على كف عفريت» عند المساهمين الهوامير وليس مسلسل هوامير الصحراء، مع تشابه النصب والاحتيال فيهما!

وتلك اللعبة المجازفة تجاه «مشروع حلم» ربما يطاول القمة وربما يسقط للقاع «غير مأسوف عليه»، ولعل هيستيريا ومافيا الأسهم السوداء لا تزالان تخيمان على الأذهان وتطاردان الكثير والكثير منا، وما زلنا معها نترحم على أموال طائلة أشبه بالسائبة «ضاعت في غمضة عين»، ولعل أكثرها إيلاما تلك التي جمعت من دخل موظف حكومي تقدر خدمته بـ»35» سنة تنطح وتركل وتوفي سنة! بينما خطاب تقاعده يتزين بالعبارة الشهيرة «بناء على طلبه».

ومضة: إن سوء التدبير المعيشي في ظل غلاء المعيشة والهياط الاجتماعي واللهث وراء الموضة والعشوائية في اتخاذ القرارات هي من تدفع المستثمر للعب بعواطف مواطن ساذج.