أحمد صالح حلبي

فخرنا بخدمة الحجيج

الخميس - 16 مارس 2017

Thu - 16 Mar 2017

منذ أن أرسى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ يرحمه الله ـ أسس بناء الدولة وأعلن قيام المملكة العربية السعودية، أخذت الدولة على عاتقها مسؤولية خدمة الحجيج والسهر على راحتهم وتأمين دروبهم واحتياجاتهم منذ وصولهم لأراضي المملكة وحتى مغادرتهم لها.



وحينما سعى وزراء خارجية الدول الإسلامية في مؤتمرهم السابع عشر الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان خلال الفترة من 3 - 7 شعبان 1408 هـ الموافق 21 - 25 مارس 1988، لتأييد تحديد عدد الحجاج من الدول والجماعات الإسلامية على أساس عدد سكان وأفراد كل منها، طالب المؤتمر حينها الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي (منظمة التعاون الإسلامي)، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية في كل الأمور المتعلقة باتخاذ تدابير مناسبة تكفل تكافؤ الفرص بين جميع الراغبين في الحج لتأمين أدائهم مناسك الحج على النحو المناسب.



ولم يكن هدف المملكة آنذاك العمل على منع حجاج دولة ما من أداء فريضتهم، أو السعي لتقليص حجاج دولة ما، فالهدف كان العمل على توفير خدمات جيدة للحجيج، وما كانت تعيشه المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وهذا فرض المطالبة بتحديد نسب الحجاج لضمان تمكين الحجيج من أداء فريضتهم بيسر وسهولة.



وحينما أعلنت المملكة في عام 2013 خفض عدد الحجاج المسموح لهم بأداء فريضة الحج، كان ذلك نتيجة لأعمال التوسعة التي شهدها الحرم المكي، فتم تخفيض عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة بنسبة 20%، فيما تم تخفيض عدد حجاج الداخل من المواطنين السعوديين والمقيمين بالمملكة بنسبة 50%.

وبعد اكتمال تنفيذ المشاريع المرتبطة بخدمات الحجاج وأبرزها توسعة المطاف، صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ بإلغاء خفض نسبة الـ20% للحجاج القادمين من خارج المملكة، وكذلك نسبة الـ50% من حجاج الداخل.



والمتابع لحركة قدوم الحجاج يلحظ أن عددهم بلغ 24.757.314 خلال السنوات العشر من 1426 إلى 1435، منهم 16.412.786 حاجا من الخارج، و8.344.528 حاجا من الداخل.



ومن يتابع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن يلحظ عدم تأثرها بارتفاع أو انخفاض أعدادهم، وظهر ذلك في موسم حج عام 1434 الذي شكل أقل الأعوام استقبالا للحجاج، حيث بلغ عددهم 1.980.249 حاجا.



كما ظهر في عام 1433 حينما ارتفع عدد الحجاج لأعلى معدلاته وبلغ 3.161.573 حاجا.



وإن كانت الدولة قد اهتمت بخدمات الحجاج وسعت لتوفير متطلباتهم، فإن للمطوفين ومؤسساتهم والزمازمة ومكتبهم، وغيرهم من أرباب الطوائف من أدلاء ووكلاء أدوارا لا ينكرها إلا جاحد، فهم من يجندون أفكارهم قبل أجسادهم، ويبذلون طاقاتهم لاستقبال الحجيج وخدمتهم على مدار الساعة، منذ وصولهم وحتى مغادرتهم، دون النظر لكسب مادي يجنونه، لإدراكهم أن ما يقومون به واجب ديني وشرف يعتزون به، وما يسعى البعض لترويجه بحق المطوفين وغيرهم واتهامهم بالتقاعس لا يعرف من هم المطوفون، وصدق من قال «اللي ما يعرف الصقر يشويه».