مسؤولون وأكاديميون صينيون: زيارة الملك سلمان تكتب تاريخا جديدا للعلاقة بين البلدين

الأربعاء - 15 مارس 2017

Wed - 15 Mar 2017

أكد مسؤولون وأكاديميون صينيون أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين تكتب تاريخا جديدا وترسم شكلا مميزا للعلاقة بين البلدين، وتعطي الأمان للمنطقة، الأمر الذي تسرع معه عجلة الإنتاج، وتفتح أفقا متعددة للتعاون لخدمة الإسلام، وسلامة العالم.



وأشاروا إلى أنه منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية الرسمية تقاربت الدولتان بشكل أكبر، خاصة أن الصين تنظر إلى السعودية على أنها دولة مسلمة ترفع علم الإسلام وتدافع عنه في كل أنحاء العالم، ولها إسهامات كبيرة في دفع الإرهاب، إضافة إلى تقدير المسلمين في الصين لما تقدمه حكومة المملكة وشعبها لخدمة حجاج بيت الله الحرام.



«تأتي الزيارة في وقتها المناسب، فالسعودية بثرواتها المتعددة مثل النفط ومشتاقته، وحضارتها القديمة، والصين بمنتجاتها التي تصنعها، واختراعاتها العلمية، مكملتان لبعضهما، لذلك نرى أن زيارة الملك سلمان إلى الصين يمكن وصفها بالتاريخية، والتي قد تفتح أفقا متعددة للتعاون فيما بين البلدين، لخدمة الإسلام، وسلامة العالم.



لكل من الدولتين خصائصها التي تميزها وتؤثر بها على العالم، وإذا تمكنا من توحيد تلك الخصائص، فسيكون الناتج أكبر مما نتوقع، وسينعكس على شعوب آسيا والعالم.



فالعلاقة حتى ما قبل الزيارة متينة جدا، فالصين تستورد جزءا كبيرا من حصتها في البترول من السعودية، وكذلك المملكة أكبر دولة في آسيا تستهلك بضائع مختلفة من الصين، ومن الناحية الاقتصادية فالصين لها مصانعها المعروفة فهي ترسل منتجاتها إلى جميع أنحاء العالم. والسعودية حاليا تحتاج إلى جانب صناعي، وهذا أفضل وقت لأن تستقبل المصانع الصينية، خاصة أن رئيس الجمهورية يشجع المصانع للذهاب إلى الخارج، وأنشأنا هيئة التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية، مما جعلنا نتقدم كثيرا في هذا المجال».



الدكتور دينج هو

مستشار المنتدى الصيني والدول العربية






«العلاقة الصينية السعودية ليست مبنية على مصالح الدولتين فحسب، بل متعلقة بمنافع العالم الشرقي كافة، إذ هما دولتان مهمتان بالشرق، حيث إن الصين الأسرع تقدما في الاقتصاد والتكنولوجيا، وتزداد أهميتها في قضايا عالمية وإقليمية، بينما السعودية أرض الحرمين الشريفين تحتل مكانة رفيعة بين البلدان الإسلامية، كما هي دولة الموارد، خاصة النفط وهو ما لا يستغنى عنه في تطور المجتمعات الحديثة.



وقد رأينا بكل سرور أن الدولتين العظيمتين قد اجتمعتا في نهاية القرن السابق لأجل الاهتمام المشترك ولأجل المسؤولية العالمية والإقليمية، وأصبحتا شريكتين حميمتين في مجالات كثيرة، ومنذ أن أنشئت العلاقات الدبلوماسية الرسمية بينهما، تقاربت الدولتان أكثر، وزار السعودية ثلاثة رؤساء للصين، كما تشرفت الصين بزيارة الملك عبدالله - رحمه الله، والملك سلمان عندما كان وليا للعهد.



بدأت السعودية تنفتح في السنوات الأخيرة بشكل كبير، فيسمع صوتها في القضايا العالمية والإقليمية وترى صورتها في مقاعد الشؤون العالمية في الأمن والاقتصاد والسياسة، إذ هي عضو وحيد لمجموعة العشرين من بين الدول العربية، ففي وقت تطبيق مشروع الحزام والطريق من قبل الصين زارها الملك سلمان، وهذه دلالة على دعمه القوي لهذا المشروع وعلى ثقته الجازمة بهذه الاستراتيجية. ولا يخفى على أحد أن منافع استراتيجية الحزام والطريق لا تعود على شعب الصين وحده، بل تعم جميع الشعوب».



الدكتور دين شي رين

مدير مجمع البحوث للثقافة الإسلامية بجامعة لانجو




التاريخ بيننا يرجع إلى قرون مضت، واستمرت العلاقة منذ ذلك الوقت حتى الزمن الذي ظهرت فيه الصين الجديدة، وكانت في القرن الماضي تحرص على التعامل مع جميع الدول الإسلامية ومع السعودية بصفة خاصة، كونها تحتضن الحرمين الشريفين، وأنشأت علاقة مما يساعد بعضهما مع بعض

في كثير من المجالات، وتوحيد كلمتهما ضد الإمبراطورية والعنصرية وضد إسرائيل وغير ذلك من الأمور غير الإنسانية.



نتمنى أن نتعاون فيما بيننا في مجال الاقتصاد بشكل أكبر، ونحن نطمح إلى رؤية شركات صينية تنشئ فروعها داخل المملكة، وكذلك بالنسبة لأصحاب الشركات السعودية، لأن المجال كبير لدينا، خاصة في ظل الاستراتيجية الجديدة التي ينتهجها رئيس الحكومة، ونرحب من خلاله بالسعوديين للتعاون في مجالات عدة اقتصادية وتكنولوجية وتربوية وتعليمية، وحتى في المجالات العسكرية، لذلك نحن نطمح إلى أن تكون السعودية القائد لكل هذه الأعمال.



الصين تنظر إلى المملكة على أنها دولة مسلمة ترفع علم الإسلام وتدافع عنه في كل أنحاء العالم، ولها إسهامات كبيرة في دفع الإرهاب، وأود أن يقول العاهل السعودي أو أحد المتخصصين أمام الرؤساء الصينيين: إنه ليس هناك علاقة بين الإسلام والإرهاب، فكل مسلم يجاهد في سبيل الإنسانية ويقاتل

الإرهابي، وهذه مسؤولية على المسلمين، وهناك الكثير من الأعمال الإرهابية التي تحمل المسلمين أوزارها، ويجب على الصين التفريق بين هذين الأمرين، حتى يكون هناك تعاون في المستقبل بين الصينيين والمسلمين



الدكتور أحمد موسى

أستاذ بجامعة شمال غرب الصين للسياسة والقانون




«شعب الصين لم ينس ولا ينسى فضل السعودية وكرمها نحوه، عندما وصلت المعونة السعودية إلى أيدي المصابين في أيام الشدائد حين أصيبت الصين بزلازل سيشوان في 2008، إلى جانب ذلك فإن المسلمين في الصين وعددهم نحو 28 مليونا يقدرون عاليا ما قامت به حكومة المملكة وشعبها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ويزداد عدد الحجاج من الصين عاما بعد آخر، ويأتي آلاف من الحجاج والمعتمرين إلى السعودية ولم يعد أحد منهم إلى وطنه إلا وفي قلبه حب لها ولشعبها.



الحرمان الشريفان يتوسعان عاما بعد آخر، ووسائل الحج والعمرة تتطور يوما بعد يوم، وفي كل هذه جهد مشكور وسعي مبذول من قبل حكومة السعودية وشعبها».



الدكتور ما هاي تشنج

أستاذ بجامعة القوميات




«أرى أن أمامنا مستقبلا مزدهرا ومشرقا لهذه العلاقات التي تربطنا مع أهم دولة إسلامية، وبلا شك أن هذه الزيارة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين ستوثق من هذه العلاقات وتطورها، وستترك آثارها الإيجابية على جميع المجالات، وما سيدعم ذلك هو أن سياسة الصين العامة لا تركز التبادل التجاري فقط، بل تغطي كل جوانب الحياة بينها وبين شعوب العالم، إضافة إلى طريق الحرير الذي سيعزز هذه العلاقة.



ونتمنى أن تركز الزيارة على الجوانب الدينية التي يستفيد منها مسلمو الصين، من خلال زيادة العدد السنوي للراغبين في الحج من الصين، لتحقيق أماني ملايين المسلمين هنا لأداء فرائضهم، إضافة إلى إنشاء عدد أكبر من المكاتب الدعوية التي تسهم في نشر الإسلام بين الصينيين».



الدكتور صالح عيسى

أستاذ بمعهد الدراسات الأجنبية