الحرمة والشيطان ونحن

الأربعاء - 15 مارس 2017

Wed - 15 Mar 2017

مع كرهي لمفردة «الحرمة» لكنها حتما تناسب فئة من النسوة اختصرن الغاية من وجودهن في ما يستطعن توفيره للذكور من متعة جنسية. كبداية، لا أعتقد أن تسجيل الحرمة المحرضة على تعدد الزوجات والذي انتشر مؤخرا على نطاق واسع يستحق أن يخصص له مقال، فقد أثبتت الردود التي وصلتنا والمتمثلة في مجموعة تسجيلات منها المدفوع بالاستغراب فكانت صبغته الظرافة، ومنها المدفوع بالألم فخرج بصورة انفعالية ومحزنة، لكنها على مجملها أثبتت أن المجتمع بفطرته السليمة يجد أمثال تلك الحرمة شذوذا عن القاعدة الإنسانية الطبيعية.



على كل حال فإن ما يستحق تخصيص مقال وما أنا بصدد تناوله اليوم هو الظاهرة الأكبر التي يقع ضمنها سلوك تلك الحرمة وغيرها من إناث وذكور، ألا وهي «ظاهرة الشيطنة»، والتي بدأت بإبليس، وما لبثت أن دخل فيها بعض البشر كشركاء أو مستثمرين على أقل تقدير.



كيف أصبح إبليس شيطانا؟ حسب علمنا، حدث ذلك عندما تكبر، فسقط باختياره، فقرر أنه من الأفضل له أن يسقط الجميع معه! وما لبث أن بدأ التسويق لمشروعه الذي وجد فيه كثر عزاء لسقوطهم فتلقفوه إرضاء لغرورهم. ظاهرة الشيطنة تتمثل بوضوح في معلمة سقطت أخلاقيا ووظيفيا وإنسانيا، فقررت أنه من الأفضل أن تسقط طالباتها معها بممارسة العنف اللفظي والجسدي عليهن. تتمثل في طبيب سقط دراسيا فاشترى شهادة وقرر أنه من الأفضل أن يسقط معه مرضاه بالتشخيص الخاطئ. وآخر سقط ماديا فقرر أن يسقط معه مرضاه بطلب تحاليل وأشعة غير ضرورية ووصف أدوية غير مجربة أو معتمدة لكن له نسبة من مبيعاتها. عندما يسوق لك عقاري مبنى آيلا للسقوط أو فيه من العلل ما فيه ليأخذ نسبته، هنا فقد تشيطن بامتياز. عندما يقبض مقاول ميزانية مشروع فيبيعه بثمن بخس لمقاول أقل كفاءة ويقرر بذلك أن يسقط المشروع متعثرا أو متهاويا على رؤوس العامة فهو حتما شريك للشيطان. وعندما لا ينقصك شيء فتقرر أنه لا ينقص أحدا غيرك شيء فأنت الشيطان عندما تكبر. أو عندما تحرم من شيء فتقرر أنه من الأفضل أن يحرم الجميع معك فأنت هنا الشيطان عندما توعد.



وأخيرا في نطاق الأمثلة التي لا يمكن حصرها، هناك المرأة التي يقع عليها التعدد فتقرر أنه لا يداويها سوى سقوط باقي النسوة معها.. ما عسانا نقول فيها بعد أن تشيطنت!



الطبيعي أن تغار المرأة على شريكها كما يغار هو عليها، وأن تتوقع إخلاصه كما يتوقعه منها. ومن الفطرة أن يعجب المرأة من الرجل شبابه وجماله وفكره، كما يعجبه منها تماما، وأن ينفرها ما ينفره حسب طبيعتهما. أما الأهم من الطبيعة والفطرة فهو الحس الإنساني الذي يحتم أن يحب الإنسان لأخيه الإنسان ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، وكل ما من شأنه عكس تلك الطبيعة فهو من الشيطان وأصحابه المتشيطنون، نعوذ بالله أن نكون منهم، أو أن نحتكم إليهم أو نحكم بهم.