عبدالله المزهر

تحرير مصطلحات المسلسلات المملة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 15 مارس 2017

Wed - 15 Mar 2017

يبدو أن المسلسل الممل الشهير «قيادة المرأة» سيصل إلى الحلقة الأخيرة، والحلقة الأخيرة في أي مسلسل طويل ممل تكون أحداثها معروفة مسبقا وتبدأ ملامحها تتشكل من الحلقة الثانية، لكنها لا تحدث إلا بعد سبعين حلقة، والسبعون هنا دلالة على الكثرة وليست لتحديد رقم بعينه. وقد تكون النهاية تمهيدا لجزء آخر من المسلسل لا يقل مللا.



وعودة على قيادة المرأة للسيارة فلا بد أن نحرر بعض المصطلحات قبل أن نتحدث. فالمرأة اصطلاحا كائن بشري، وهي أحد جنسين لا ثالث لهما من أبناء آدم. أما في اللغة فهي صفة للمفرد لا جمع لها من جنسها وتجمع على «نساء» التي لا مفرد لها من جنسها هي الأخرى. وكما هو واضح أن المشكلة تبدأ من التسمية، فالمرأة لا تجمع مع المرأة حتى في اللغة، والنساء لا يتحولن إلى «مفردات» من ذات الجنس حتى في اللغة.



أما القيادة فأصلها «قيد»، والقياد حبل تقاد به الدابة، والقود عكس «السوق»، فتقود الدابة من أمامها وتسوقها من خلفها. وهذا معنى مرتبك أيضا، فقيادة السيارة قد لا تعني «سواقتها».



أما السيارة، فهي كلمة مؤنثة تدل اصطلاحا على آلة حديثة مصنعة من الحديد يركبها الناس لتنقلهم من مكان إلى آخر عوضا عن الدابة التي كانت تقوم بذات المهمة في أزمنة مضت.



وهي تختلف عن «السيارة» التي وردت في القرآن الكريم، فكلمة القرآن تدل على القافلة أو القوم يسيرون.

والسير لا يدل على المشي، ولكنه يعني الذهاب والحركة، فيقال كواكب سيارة وما إلى ذلك.



وكما ترون فإن الأمر يعني باختصار أن أحد الجنسين البشريين يريد أن يركب دابة حديثة لينتقل من مكان إلى آخر، كما كان يفعل أسلافه بالدواب القديمة، ولكن الجنس الآخر يرى أن هذا الفعل سيفسد أخلاقه.



وعلى أي حال..

واستكمالا لتحرير المصطلحات، فعبارة «مجتمع محافظ» تعني لغة واصطلاحا مجموعة من الصالحين الذين يبيحون لأنفسهم ولغيرهم التحرش بأي مخلوق لا يخفي نفسه عنهم.