عبدالله المزهر

الخوف من الاعتياد على الخوف!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 14 مارس 2017

Tue - 14 Mar 2017

هل تزايد الأخبار اليومية عن جرائم القتل والاعتداءات والسرقات أمر اعتيادي؟ أعني هل هذا هو المعدل الطبيعي للانفلات الأخلاقي بين البشر في هذه البقعة من العالم، وهل زادت الجرائم بالفعل أم زاد تسليط الضوء عليها؟



في الحقيقة أني ـ كما تعلمون ـ لا أعلم، ولكن الأمر بدأ يقلقني كثيرا وأخبار الجرائم أصبحت أمرا عاديا وشائعا ومألوفا، ويرعبني «التطبيع» مع الانفلات الأمني أكثر مما يرعبني الانفلات الأمني نفسه. أن تصبح الجريمة أمرا اعتياديا وأن توجد مناطق خطرة أمنيا تستخدم كملجأ للمجرمين من كل صنف ولون يشعرون فيها بالأمان والسكينة ويشعر البشر الطبيعيون خارجها بأنهم دوما ضحايا محتملون.



وبالطبع أيها الأفاضل والفاضلات، الضحايا المحتملون والمحتملات، فإن الجريمة موجودة منذ الأزل، وفي كل المجتمعات وهي من التبعات اللازمة والآثار الجانبية لتواجد الإنسان في أي مكان. لكن الجريمة يجب أن تبقى استثناء، وأن تبقى شيئا مرعبا مخيفا، لكنها حين تصبح خبرا يوميا ويطبع معها الناس ويتقبلون وجودها فإن الأمر خطير فعلا.



لا أقول بأن الوضع كارثي، ولكني فقط أمارس خوفي المشروع من أن يصبح كذلك، والمتتبع للأخبار اليومية ربما يلاحظ وصول الناس إلى مرحلة من التردي الأخلاقي والنزعة الإجرامية إلى درجة تواجد «سودانيين» في أخبار الجرائم اليومية، وهم شعب طيب ودود متسامح لن يدخلوا قائمة أخبار الجرائم اليومية إلا بعد أن يكون كل العالمين بداخلها.



وعلى أي حال..

فإنني واثق أنكم لا تنتظرون مني شرحا وافيا ـ ولا غير واف ـ عن أسباب تزايد النزعة الإجرامية، وواثق أكثر أنكم لا تنتظرون مني حلولا ولا مقترحات لمعالجتها.



لكن فلنأمل جميعا أن هنالك الآن من يدرس بشكل جدي وحقيقي أسباب تزايد هذه الظاهرة، وأن هنالك من يعمل بشكل جدي أيضا لوضع الحلول التي ستعيدها إلى معدلها الطبيعي في المجتمعات السوية.



[email protected]